هل تحول المستشفى الإقليمي بعمالة إنزكان أيت ملول إلى مقبرة للراغبين في التطبيب ومختبر للتجارب..؟

*متابعة: رضوان الصاوي

يجمع المتتبعون للشأن الصحي بعمالة إنزكان أيت ملول على أن المستشفى الإقليمي للصحة بإنزكان عنوان بارز للعشوائية و الفشل للإدارة الجهوية للصحة وحتى الوزارة كذلك، فهو مرفق يصلح لكل شيء بإستثناء أن يكون مستشفى إقليمي لعلاج ساكنة إنزكان أيت ملول…..

يذكر أن إحداث المستشفى تم في سنوات الثمانينات و التسعينات حيث كان هذا المستشفى يضم مرفقين الأول خصص لأمراض السل و الثاني للأمراض العقلية و النفسية يمتد نفوذ تغطيتهما لجل الأقاليم الجنوبية إلى حدود الداخلة، ومع إحداث عمالة إنزكان أيت ملول اهتدت تخمينات العامل آنذاك “أحمد المجاهد” إلى ضرورة خلق مستشفى إقليمي و مندوبية دون توفير الشروط لتأهيله، حيث انطلق عشوائيا و بقي كذلك إلى يومنا هذا، دون التفاتة تذكر بإستثناء التدخل الأخير للعامل اسماعيل أبو الحقوق بعد توصله بملف من جمعية أزول للخدمات الصحية و الإجتماعية المهتمة بالشأن الصحي……

المدير الحالي للمستشفى بإنزكان و الذي عبر عن فشل واضح في التسيير بمندوبية الصحة بكلميم، يكرس نفس التسيير و نفس المنهجية السابقة و التي أدت إلى انتفاضة ضده ليحل بإنزكان دون تغيير، حيث يعرف المستشفى الإقليمي مجموعة من علامات العشوائية نذكر منها :

* إسناد مهمة الحارس العام لممرضين الأول متخصص في التخدير و الإنعاش رغم الخصاص الذي يشتكي منه المستشفى في هذا التخصص، و الثاني تقني بمختبر التحليلات، علما أن مهمة الحارس العام لا وجود لها في النظام الداخلي المعمول به داخل المستشفيات….

* تغيير معالم سيارة إسعاف وتحويلها إلى سيارة للمصلحة بذات المستشفى وضعت رهن إشارة عامل الإنعاش بالجماعة الترابية لإنزكان (أنظر الصورة) ، في الوقت الذي يشتكي فيه المستشفى من خصاص مهول في سيارات الإسعاف…..

* إحداث مصبنة و بناء مرفق خاص بها داخل المستشفى يؤشر أنها ستستغل من طرف الإدارة لترشيد النفقات، بينما أوضح مصدر مطلع أن مهمة استغلالها منحت لمحظوظ في إطار مسطرة طلب السند (Bon de commande) مع استغلال الإمكانيات الخاصة بالمرفق من ماء و كهرباء، في الوقت الذي تدعو الحكومة إلى ترشيد الموارد المائية…..

* ذكر مصدر مطلع أن صفقة الإستقبال و المواعيد بالمستشفى بإنزكان عرفت تلاعباََ خطيراََ، فبعد إسناد مهمة الإشراف على الإستقبال و المواعيد في إطار صفقة لشركة يرجح أن إسمها Golden فوجئ الجميع بسحب البساط من تحت أقدام أصحابها لتسند من جديد لشركة أخرى محسوبة على حزب الحمامة تدعى ” أغراس….. ” (حسب مصدرنا طبعاََ) ، لتتضح معالم و عناوين و أهداف الصراع الذي خاضته بعض الأحزاب للظفر بالتسيير على رأس أعلى هرم الإدارة بالمستشفى الإقليمي بإنزكان….

وفي سياق متصل، عرفت أغلب المرافق و الأقسام بالمستشفى الإقليمي استقالات متكررة للأطباء من مختلف التخصصات و مغادرة الوظيفة العمومية، فيما تم نقل آخرون للمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير بأمر من المدير الجهوي حسب الخصاص هناك دون اعتبار لتدعيات قرار التنقيل على المردودية الصحية و الإستشفائية بمستشفى إنزكان. وقد شمل ذلك قسم الإنعاش و التخدير، الطب النفسي و الأمراض العقلية، الجراحة، طب الفحص بالأشعة و السكانير، أمراض الغدد، و طب أمراض الأعصاب…..الخ، وفي ظل هاته المعطيات فقد سجلت خلال سنة 2017 ما يقارب 5811 عملية جراحية في أوج العطاء، بينما لا يصل اليوم إلى 20 عملية في أحسن الظروف، و نفس الشيء بالنسبة لباقي المرافق……

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.