عمر هلال يكشف أربع حقائق لسلطانة خايا بعد مزاعم عن تعرضها لانتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء المغربية
كشف السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في رسائل إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ما وصفها بالحقائق الأربع للناشطة الحقوقية سلطانة خايا.
ويأتي كشف عمر هلال عن الحقائق المؤطرة لسلطانة خايا بعد أن أفاد مصدر إعلامي نقلا عن جبهة بوليساريو أن الناشطة في مجال حقوق الإنسان وصلت مؤخرا إلى إسبانيا حيث ستخضع لعلاج طبي من إصابات تعرضت لها خلال إقامة جبرية لمدة 19 شهرا في الصحراء المتنازع عليها.
وأكد السفير، في هذه الرسائل، أن “سلطانة خايا ليست بأي حال من الأحوال مدافعة عن حقوق الإنسان، بل هي في حقيقة الأمر عميلة أجيرة لدى الجزائر و”البوليساريو”، وأنها تضاعف الاعمال الاستفزازية والاعتداءات على الأمن العام واستقرار الجوار، من خلال التحريض العلني على الكراهية واللجوء إلى استعمال العنف، لا سيما ضد المدنيين والقوات العمومية وأفراد أسرهم، فضلا عن تخريب الممتلكات العمومية وتمجيد العمل المسلح، ومحذرا من أن هذا الأمر يشكل تحريضا على أعمال إرهابية.
وأبرز السفير أن خايا انخرطت في النشاط الانفصالي والدعوة إلى العمل المسلح في الصحراء المغربية، بعد أن تم تجنيدها من قبل “البوليساريو”، وتدريبها عسكريا في الجزائر، مشيرا إلى أنها قامت منذ مارس 2010، لبلوغ هذه الغاية، وبحوزتها جواز سفر مغربي، بـ13 رحلة إلى الجزائر وإلى مخيمات تندوف، استفادت خلالها من العديد من الدورات التدريبية في التعامل مع الأسلحة النارية واستخدامها، وشاركت في تدريبات عسكرية لانفصالي “البوليساريو”.
وأشار أيضا إلى أن خايا قد تلقت تدريبات على يد خبراء، لا سيما الجزائريين، في تقنيات الدعاية الإعلامية، واستغلال الحقائق المختلفة لأهداف سياسية، والتحريض على أنشطة العنف، والتلاعب بالصور الفوتوغرافية وتسجيلات الفيديو وتزييفها، واللجوء إلى شكاوى مزيفة لدى الهيئات الأممية، وذلك بهدف استغلالها ضد السلطات المغربية.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أنه لتمويل أنشطتها التي تخدم أجندة الجزائر وجماعتها المسلحة الانفصالية “البوليساريو”، فإنها تتلقى منهما دعما شهريا يبلغ حوالي 4300 أورو، بصفتها رئيسة ما يسمى كيانا غير مسجل، المعروف باسم “الرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الثروات الطبيعية”، مشيرا إلى أنه خلال شهر أبريل 2021، أرسلت “البوليساريو” للمعنية وشقيقتها تمويلات إضافية لأنشطتهما في دعم هذه الجماعة المسلحة (شراء أجهزة كمبيوتر، ومعدات الصوت، وما إلى ذلك).
وأبرز هلال أيضا أن جميع الادعاءات المتعلقة بالاعتداءات المزعومة على حرية تنقل المعنية بالأمر أو عائلتها وسلامتهم الجسدية أو منزلهم، خالية من الأدلة وتشكل أساس مناورات من جانب الجزائر و”البوليساريو”.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن خايا “تحمل جواز سفر مغربي وتسافر للخارج بحرية وبشكل منتظم، هناك حيث تتهجم على المغرب وتقوم بنقل معلومات مزيفة وخاطئة عن وضعية حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، ولم تتعرض أبدا لأي مضايقة أو اعتقال من قبل السلطات المغربية عند عودتها”.
ولفت السفير انتباه مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى أن سلطانة خايا زارت مؤخرا في فاتح يونيو 2022 لاس بالماس بإسبانيا، مشيرا إلى أنها تمكنت من القيام بكافة الإجراءات التي تسمح لها بمغادرة التراب المغربي، بعد أن حصلت على جواز سفرها المغربي الجديد، وكل هذا يدحض مزاعمها بشأن تعرضها لإقامة جبرية مزعومة.
كما أكد هلال بأن المعنية بالأمر لم تقدم أبدا شكوى بشأن أي نوع من الانتهاك يزعم أنه ارتكب ضدها. وقال إنه “عقب مزاعم ما يسمى بالاعتداءات الجنسية التي تدعي أنها تعرضت لها وانتهاك منزلها، تفاعلت السلطات القضائية المغربية مع الأمر بفتح تحقيقات في الوقائع المزعومة”، مشيرا إلى أن المدعوة خايا رفضت التعاون، خاصة أنها رفضت بشكل منهجي زيارة اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى العيون، والتي أرادت الاستماع الى تصريحاتها ورفضت المساعدة الطبية التي قدمت لها.
وأشار إلى أن وفد من المجلس الوطني لحقوق الإنسان يضم طبيبا شرعيا حل ببوجدور يومي 14 و15 فبراير 2022 لإجراء مقابلات مع أفراد من عائلة خايا، مبرزا أنهم جميعا كذبوا الاتهامات المزعومة بالاعتداء الجنسي، وكذا ادعاءات بتعرضها لإقامة جبرية من قبل السلطات المغربية.
وتابع 9هلال “علاوة على ذلك، تُظهر التسجيلات المنتشرة على الإنترنت بوضوح أن خايا وشقيقتها تلقتا تعليمات من البوليساريو لتقديم اتهامات، لا أساس لها من الصحة، بالاعتداء الجنسي ضد القوات العمومية المغربية”.
من جهة أخرى، أشار السفير إلى أن سلطانة خايا تعمل جاهدة على تحويل إلى “محاولة اغتيال” حادثة سير بسيطة تتعلق بسائق شاحنة كان في حالة سكر، يقود شاحنة تابعة لشركة خاصة، اصطدم بمنزلها والمنزل المجاور لها.
وأكد الدبلوماسي المغربي أن سلطانة خايا وشقيقتها لوارا خايا تدعيان، دون أي دليل يذكر، أن الأمر يتعلق بعمل متعمد ضد أسرتهما، الأمر الذي ليس صحيحا البتة، مشددا على أن مصالح الشرطة فتحت تحقيقا في هذا الصدد وأرسلت استدعاءات للمتضررين لأخذ أقوالهم. وأكد أن المدعوة خايا رفضت، في دليل واضح على استغلال هذا الحادث المروري، الإقرار باستلام الاستدعاء الذي وجه لها من طرف السلطات المختصة، في الوقت الذي استجابت جارتها التي تضرر منزلها أيضا للاستدعاء.
كما ذكّر الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بأن ماري لولور، المقررة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، قد انسحبت من قضية سلطانة خايا، التي لم تعد تندرج في إطار ولايتها.
وأشار إلى أن “هذا القرار جاء بعد التأكد من صحة الصور التي تظهرها بالزي العسكري وتحمل بندقية كلاشنيكوف، الأمر الذي يكذب مزاعم الجزائر والبوليساريو بأن الصور المذكورة ملفقة”.
وخلص هلال إلى التأكيد على أن المزاعم التي ترددها الجزائر و”البوليساريو” حول موضوع المدعية سلطانة خايا لا أساس لها من الصحة ولا تستند إلى أي دليل، مبرزا أن “هدفهم الوحيد هو تضليل المنتظم الدولي واستغلال قضية حقوق الإنسان”.
ويأتي رد الرباط على مزاعم سلطانة خايا بعد أن قالت جبهة بوليساريو بأن الناشطة في مجال حقوق الإنسان وصلت بالفعل إلى إسبانيا حيث ستخضع لعلاج طبي من إصابات تعرضت لها خلال إقامة جبرية فرضت عليها منذ نوفمبر 2020 بالصحراء المتنازع عليها.
ووصلت خايا، المعروفة بكونها ناشطة حقوقية، جوا إلى مدينة اليكانتي الساحلية مساء الجمعة الفائت قادمة من جزر الكناري التي كانت قد وصلتها في الأول من يونيو بعدما سُمح لها أخيرا بمغادرة منزلها في مدينة العيون بالصحراء المغربية.
وكان عبد الله العرابي موفد جبهة بوليساريو إلى إسبانيا قد قال في تصريح صحفي إن خايا وصلت إلى أليكانتي “حيث ستخضع لفحوص طبية”. لكنه لم يكشف عن مدة بقائها في الجارة الشمالية.
وأشار المصدر عينه، أن مشاهد نشرت على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت وصول خايا إلى المطار وكان في انتظارها حشد يحتفل برفع الأعلام وإطلاق الهتافات والزغاريد.
وأكد أن فريقها القانوني قال في بيان إن خايا تعرضت “لعدد لا يحصى من انتهاكات حقوق الإنسان” خلال خضوعها للإقامة الجبرية وتتواجد في إسبانيا سعيا لتلقي العلاج من جروحها.
وأضاف البيان المذكور أن خايا “تعرضت للاغتصاب ثلاث مرات من جانب عناصر أمنية (…) وعُذبت بشكل متكرر وهُددت بالقتل والاخفاء” موردا انتهاكات أخرى. وهي الاتهامات التي نفاها عمر هلال جملة وتفصيلا.
وشدد المصدر الإعلامي إلى أن وزارة الخارجية الأميركية قد إستنكرت محنة خايا وكذلك العديد من مجموعات حقوق الإنسان الدولية مثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان و”هيومن رايتس ووتش” و”فرونت لاين ديفندرز” وغيرها.
وكانت منظمة العفو الدولية قد قالت العام الماضي إن قوات الأمن المغربية عرّضت سلطانة خايا “مراراً للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والاغتصاب”.
وأضافت المنظمة الحقوقية ومقرها لندن إن توقيف خايا مع عائلتها جاء في إطار “فرض السلطات المغربية قيودًا تعسفية على حقوق الصحراويين في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، لا سيما عندما تتعلق ممارسة هذه الحقوق بوضع الصحراء الغربية”.
وأشارت إلى أن هذه “القيود” تصاعدت في أعقاب اشتباكات بين المغرب وجبهة بوليساريو في نوفمبر 2020.