التربية
بقلم نادية بنصالح
متانة الشبكة وقوتها كما سبق ذكره لا مكان فيها للسلبية (الانتهازية، الوصولية، الاتكالية، الاستهلاك، الجهل … ) هذه السلوكات لا تشخص إلا الغير منتج والغير فعال، بل تنتج طفيليات تنخر العقد وتضعف الشبكة = (الوطن) مما يؤدي إلى صراع داخلي بين الصالح والطالح، وبالتالي استنزاف الوقت والجهد والإمكانيات والفرص… لبناء الأمة.
هذه السلبية هي في الأساس نتاج للتربية الغير صحيحة التي يتلقاها الفرد من البيت و المدرسة والمحيط والمؤمنة (بالأنا)؛ فتضخم هذا الإحساس يستبيح كل الطرق والوسائل التي تضرب عن وعي أو اللاوعي القيم النبيلة : (الكفاءة، الإيمان بالاختلاف، الحس بالمسؤولية، تقدير المواهب، تكافؤ الفرص، بل في بعض الأحيان حتى الوطنية… ) المهم أنا ومن بعدي الطوفان دون إدراك أنه جزء من الكل (عقدة في الشبكة المجتمعية) يعني في حقيقة الأمر هو إنسان جاهل، معيق ومدمر لهذه الشبكة وبالتالي مدمر لوطن يجتمع فيه إخوة بمختلف نوعهم، معتقداتهم، مواقعهم ، مسؤولياتهم…؛ النتيجة إحباط آمال أمة.
قال الشاعر أحمد شوقي :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت= فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
والأخلاق ترتكز على مجموعة من القيم النبيلة : الإيمان بالاختلاف، حرية الفرد والجماعة، الحس بالمسؤولية، الاحترام، الوعي، الحس التشاركي، التكافل، التسامح، التعايش، التقدير، الاعتراف…
فالأخلاق إذن هي وسيلة لشد أيادي العقد وتظافر الجهود من أجل خلق اتحاد هادف وواع وبناء مستقبل زاهر للجميع كل مسؤول من موقعه.
…/…