خمسة أسئلة للمخرج ربيع الجوهري حول فيلمه الأخير “سيكا”
يجيب المخرج ربيع الجوهري في هذا الحديث عن خمسة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، حول فيلمه الأخير “سيكا” التي تم مؤخرا تقديم عرضه
ما قبل الأول بالرباط.
1- ما الذي ألهمك لإخراج فيلم “سيكا”؟
لقد تأثرت بشدة بالخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المجيدة، والذي أكد فيه جلالة الملك أن “المغاربة تلاقح حضاري أصيل، بين جميع مكونات الهوية المغربية”.
وقد حاولت أن أعكس فهمي لهذا الخطاب الملكي الملهم في إخراج فيلم “سيكا”، من خلال إدراج مجموع هذا التلاقح من خلال فريق ينحدر من كل أقاليم المملكة، وسيناريو يجمع بين الشخصيات تتحدث بلهجات مختلفة.
2- لماذا العنوان “سيكا”؟
على الرغم من رغبتي في الحفاظ على عنصر التشويق حول هذا الاسم، إلا أنني سأكشفه على أية حال. (سيكا) هو اسم يطلق على لعبة تشبه النرد، وتلعب على الرمال. أردت من خلال هذه الاستعارة أن أؤكد أن النزاع بشأن مغربية الصحراء مفتعل.
3- ما هي رسالة “سيكا” الرئيسية؟
بالنسبة لي كمخرج، لأمر يتعلق بنقض الدعاية الاستعمارية الهادفة إلى فصل سكان الصحراء المغربية عن أسلافهم الأدارسة. هو بالتأكيد فيلم متخيل لكنه مستوحى من الوقائع التي عاشها محتجزون سابقون في مخيمات تندوف على أرض الواقع. وهكذا، نجد أن عددا من أبطال الشريط يتقاسمون العديد من القصص المنسوجة بعمق وفق خيط واحد.
4- ما هي أقوى لحظات تصوير فيلم “سيكا”؟
على الرغم من أهمية ميزانيته، إلا أن الفيلم أنتج بتمويل ذاتي من طرف فريق يضم 40 ممثلا، مع تنوع في اللقطات والمؤثرات الخاصة والرقمية. تم إنتاج “سيكا” مع اعتماد اقتصاد للموارد بطرق مختلفة، بما في ذلك تقليص مدة التصوير لبعض المشاهد. إضافة إلى ذلك، بدأ التصوير بعد ثلاثة أشهر من الحجر الصحي التي أعقبت حالة الطوارئ الصحية مع تداعياتها المختلفة، لا سيما تقييد السفر على مستوى التراب الوطني. ومع ذلك، قدمت السلطات المحلية لمدينة ورزازات، وموقع التصوير، دعما معتبرا خفف من قسوة هذا الوضع الخاص للغاية.
من ناحية أخرى، أقام أعضاء الفريق، الذين يمثلون بتنوعهم جميع مناطق المملكة، روابط صداقة وأخوة قوية بينهم عززت جوا من الفرح والتقاسم.
5- لماذا دمج خمس قصص في فيلم واحد؟
يتعلق الأمر بخمس قصص غير متزامنة : القصة الأولى تدور أحداثها في الثمانينيات، والثانية في القرن الثالث عشر، والثالثة تعود بنا إلى الثمانينيات، والرابعة في نهاية القرن التاسع عشر، وقصة خامسة وقعت أحداثها في التسعينيات من القرن الماضي. صحيح أنها قصص متعددة لكن لها خيطا ناظما واحدا. كان التحدي يتمثل في تجزئة عملية السرد، والإبقاء على التشويق لدى الجمهور لمدة ساعتين و30 دقيقة، خاصة وأن الفيلم لا يعتمد بطلا واحدا، ويتميز بتوظيف تقنية سرد غير خطية.