هل سيتم تعيين عبد الكريم الزرقطوني مندوبا ساميا للمقاومين؟

  • متابعة: جمال تيهرو

سؤال تتداوله المجالس حيث أكدت مصادر مطلعة في أسرة المقاومة وجيش التحرير أن هذه الأخيرة استبشرت خيرا بعد ورود أخبار مؤكدة عن قرب تعيين الأستاذ عبد الكريم الزرقطوني  رئيس  مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث مندوبا ساميا لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير خلال الأيام القليلة المقبلة، حسب ما أوردته عدد من المنابر الإعلامية الوطنية، وأكدته مصادر مطلعة للموقع.

فالمندوبية السامية للمقاومة تعيش منذ سنوات وضعا استثنائيا وأزمة تدبيرية نتيجة استنفاد المندوب السامي مصطفى الكثيري لأسباب استمراره على رأس المندوبية السامية للمقاومة وتحويله هذه المؤسسة الوطنية لملحقة حزبية والتي من المفروض سياسيا وأخلاقيا أن تظل بمنأى عن كل ماهو حزبي ضيق  وهو ما ينذر بقرب انفجار الوضع داخلها في أي وقت، الأمر الذي يحتم على القائمين على تدبير الشأن العام ضرورة إحداث تغيير على مستوى رأسها وهيكلتها الإدارية. وبحكم التحولات الأخيرة التي تعيشها بلادنا وخاصة فتح ورش دولة الرعاية والحماية الاجتماعية، وبحكم أن المندوبية السامية أسست لهدف رعاية الشؤون الاجتماعية لأسرة المقاومة وجيش التحرير، فالمرحلة المقبلة تحتم اختيار بروفيل مناسب يمكنه إحداث ثورة هادئة داخل إدارة المقاومة، وأنسب بروفيل في نظر عدد من المصادر المطلعة داخل أسرة المقاومة هو عبد الكريم الزرقطوني.

فالرجل  له سمعة طيبة ومكانة متميزة ، كما راكم تجارب وخبرات مهنية وإدارية عديدة، وعرف عنه حسن تواصله ورعايته للمقاومين وأعضاء جيش التحرير وسؤاله عنهم دائما، هاته الأسرة التي لا تحتاج فقط إلى الدعم الاجتماعي المادي، لكن تحتاج إلى من يقف إلى جانبها وهي الفئة التي قدمت الشهداء والأبطال من أجل ما تنعم به بلادنا اليوم من حرية واستقلال،  فالتعامل المتعالي  لمندوبها المنتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية  عن دورها الأساسي وهو رعاية الشأن الاجتماعي للمقاومين وأسرهم وأراملهم وأبنائهم.

كما أن عبد الكريم الزرقطوني يترأس مؤسسة علمية مهمة هي مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث التي اشتغلت منذ تأسيسها في مجال البحث حول تاريخ المقاومة وصيانة ذاكرة المقاومين وأعضاء جيش التحرير ولها تراكم نوعي في مجال حفظ الذاكرة التاريخية من خلال الاستعانة بخيرة المؤرخين والباحثين في تاريخ المقاومة، ولها العديد من المنشورات العلمية القيمة وهو ما أعطى لمؤسسة إشعاعا ثقافيا وعلميا داخل المغرب وحتى على المستوى المغاربي، كما راهنت منذ تأسيسها على الحفاظ على صلة الوصل والاتصال بأسرة المقاومة التي أنشئت المؤسسة من أجل صيانة ذاكرتها النضالية، على عكس مندوبية الكثيري التي أسست لضرورة الرعاية الاجتماعية للمقاومين وتحولت إلى مؤسسة للكلمات الجوفاء في أي مناسبة كيفما كانت وأصبحت مندوبية للندوات والمحاضرات الافتراضية في فضاءات متحفية تحمل من الاسم متحفا لكن المضمون لا علاقة به بالواقع، حتى أصبح العادي والبادي داخل قطاع المقاومة يتساءل هل كتلة الأجور التي تدفعها الدولة لموظفي مندوبية المقاومة بهدف أداء مهامهم الإدارية أم لتنظيم ندوات يحق وصفها بمهزلة المهازل، أما من يدبرون شأن الذاكرة الوطنية والتاريخية في الإدارة المركزية، فذلك حديث آخر سنعود إليه في مقالات مقبلة.

وقد أكدت مصادر مطلعة داخل الإدارة المركزية وعدد من المطلعين على خبايا الأمور داخل مندوبية الكثيري وفي دوائر القرار السياسي، أن هناك مؤشرات تؤكد قرب تعيين عبد الكريم الزرقطوني مندوبا ساميا خلال التعيينات المقبلة في المناصب السامية، حيث يلاحظ حسب نفس المصادر حضور غير عادي لابن الزرقطوني في الإعلام العمومي خلال جميع المناسبات والأعياد الوطنية طيلة هذه السنة وخاصة في القناة الأولى والإذاعة الوطنية والجهوية بالدار البيضاء، وحضور بارز في كالة المغرب العربي للأنباء، والموقع الإلكتروني snrt.news، وفي عدد من الجرائد والمواقع الإلكترونية، كما أصبح حريصا على التفاعل مع الخطابات الملكية إعلاميا، ولوحظ أيضا إنشاءه لقناة في اليوتيب للتواصل مع أسرة المقاومة وجيش التحرير، كما أصبح ينشر كلمات موزونة حول عدد من الذكريات الوطنية في صفحته الشخصية بالفايسبوك، وبالإضافة إلى ذلك أكدت مصادرنا المطلعة عن أن قرار إعفاء الكثيري الاتحادي الذي عمر في منصبه منذ حكومة عبد الرحمن اليوسفي أصبح أمرا واقعا تفرضه الأوضاع التي تعيشها المندوبية خلال السنوات الأخيرة من تأزم داخلي وانزياح عن أهدافها وتدبير إداري كارثي ومالي (هذه قصة أخرى  على الجهات القضائية التدخل فيها وتقرير المجلس الأعلى للحسابات دليل على ذلك)، وهو ما يفرض تدخلا عاجلا لتغيير المندوب السامي وإحداث تحول هيكلي في المؤسسة لتواكب التحولات التي يعرفها المغرب والتي مست جميع المندوبيات والمؤسسات والقطاعات، ولعل أنسب بروفيل يمكنه أن يقود التغيير الهادئ داخل قطاع المقاومة وله من القدرة والخبرة والحنكة وحسن التواصل والإصغاء والمكانة المتميزة عند أسرة المقاومة هو عبد الكريم الزرقطوني الذي تراهن عليه أسرة المقاومة ليعيد لها اعتبارها ومكانتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.