الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تنتفض في فاتح ماي ضد الفساد وضرب الحريات

 

هيام بحراوي

 

أعلنت نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عن تخليدها فاتح ماي لسنة 2025 ، موضحة في بيان لها أن عيد الشغل هذه السنة سيتميز  بتنظيم تظاهرات ضخمة بعدد من المدن المغربية، تحت شعار نضالي قوي: “لا شرعية لقوانين ومخططات تكرّس الفساد وتستهدف الحريات والمكتسبات وتستغل الأزمات”.

وفي هذا الصدد، دعا المكتب الإقليمي بالمحمدية، الجميع للمشاركة في مسيرة فاتح ماي 2025، التي ستنطلق في 10 صباحا، من أمام سينما النجاح بالعاليا، مرورا بشوارع المناستير والمقاومة وفلسطين وعبد الكريم الخطابي، وانتهاء بمقر النقابة.

وأشار البيان، أن هذه التظاهرات والمسيرات تأتي في سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني المقاوم، و في سياق ” استمرار الغلاء وتحطيم القدرة الشرائية للمغاربة، وتغول الحكومة واستشراء الفساد والاستبداد، وتدهور الوضعية العامة بمدينة المحمدية، وتكريس الاستغلال وانتهاك الحقوق الأساسية للطبقة العاملة”.

ومن أجل التعبير عن الرفض لهذه الوضعية، والاحتجاج عليها، ندد المكتب بالتقتيل والإبادة الجماعية المتواصلة في حق الشعب الفلسطيني، من قبل الكيان الصهيوني المدعوم من أمريكا وحلفائها، والتطبيع والسكوت من قبل الأنظمة العربية المتواطئة.
و في السياق الوطني ، استنكر  ما وصفه ” السياسة اللاشعبية واللاجتماعية للحكومة، وإمعانها في تكريس الفساد والخلط بين المال والسلطة، وتفقير المغاربة بإشعال وتحرير الأسعار، وانقلابها على التزامات الحوار الاجتماعي والتعسف في تمرير قانون الإضراب”.
كما ندد بالوضعية الكارثية والمزرية لمدينة المحمدية، والفشل “الفظيع” للمجلس الجماعي في القيام بواجباته اتجاه الساكنة في تدبير الشأن المحلي. و ” الهجوم” حسب تعبير البيان  على الحقوق الأساسية للطبقة العاملة، في الأجور والضمان الاجتماعي وفض النزاعات والشغل والسلامة وحفظ الصحة، وغياب الحوار الاجتماعي المنظم داخل المقاولات وعلى المستوى الإقليمي.
كما عبر المكتب عن امتعاضه من استمرار مسلسل “قتل” المقاولات حسب وصفه وتسريح العمال(سامير، الكتبية…)، وتشجيع العمل الهش والعمل خارج القانون، والقضاء على الطابع الصناعي والطاقي للمحمدية وانتشار البطالة وقلة فرص الشغل.

يشار أن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل سبق وأكدت أن الوضع الاجتماعي بالمغرب يعرف “تدهوراً مقلقاً”، يتجسد في ارتفاع تكاليف المعيشة وتجميد الأجور واتساع رقعة البطالة وهشاشة الشغل، إلى جانب ما أسمته بـ”التراجع الخطير” في الحريات النقابية والحقوق الديمقراطية.

وشددت على رفضها لما أسمته بـ”القوانين التراجعية” التي تستهدف منظومة الوظيفة العمومية والتقاعد ومدونة الشغل، داعية إلى فتح حوار اجتماعي حقيقي يفضي إلى تعاقدات ملزمة تضمن العدالة الاجتماعية والكرامة للطبقة العاملة.

وحملت الكونفدرالية الحكومة مسؤولية ما آل إليه الوضع، محذّرة من التداعيات الاجتماعية والسياسية للاستمرار في تجاهل مطالب الشغيلة المغربية.

ويأتي تخليد فاتح ماي هذه السنة في ظل سياق إقليمي ودولي موسوم بالأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار، وهو ما زاد من حدة الاحتقان الاجتماعي في البلاد، بحسب تعبير النقابة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.