ثورة الملك والشعب: رمزٌ للوحدة الوطنية وصمود الأمة المغربية من أجل الحرية

معكم 24

تعيد ذكرى ملحمة ثورة الملك والشعب، التي تُصادف يوم 20 غشت من كل سنة، التأمل في القيم الوطنية العميقة والمبادئ الثابتة التي تجسدها هذه المناسبة الوطنية. فقد مثلت هذه الثورة لحظة فاصلة في تاريخ المغرب، عكست قوة الإرادة السياسية والشعبية والتلاحم الوطني الذي ميز نضال المغاربة ضد الاستعمار.

إن تضحيات الأجداد في سبيل حرية الوطن واستقلاله، ووقوفهم في وجه الأطماع الاستعمارية، كانت تجسيدًا حقيقيًا لمبادئ الوطنية والكرامة التي جعلت المستعمر يرضخ لإرادة العرش والشعب، ويعيد الوطن إلى سيادته.

لم تكن ثورة الملك والشعب مجرد انتفاضة ضد الاستعمار، بل كانت تعبيرًا عن وحدة الأمة المغربية ورفضها للمساس بسيادتها وتأكيدا على الروابط القوية بين العرش والشعب، كما أظهرت الصمود والتفاني الذين كانا حاضرين في كل مرحلة من مراحل الكفاح الوطني، ففي ظل الظروف العصيبة، برهن الشعب المغربي على تمسكه بقيم الوفاء والإيثار، مؤكدين أن معركة التحرير لم تكن مجرد صراع سياسي، بل كانت صراعًا للحفاظ على الهوية الوطنية والثوابت الدينية.

في هذا السياق، أكد عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن مناسبة 20 غشت شكلت منعطفا حاسما في تدابير التحرر التي أبدعتها الأمة المغربية تعبيرا عن رفض الحماية المفروضة من قبل القوة الإمبريالية، وإفشال مخطط إبعاد القيادة الوطنية المتمثلة في رأس هرم الدولة ونفي المغفور له محمد الخامس وأسرته نحو كورسيكا ومدغشقر.

وأضاف البلعمشي، في تصريح لمنارة، أن الثورة شكلت مشهدا غير مسبوق في تاريخ مواجهة الاستعمار، ونموذجا للتعاقد الاجتماعي للمغاربة الذي لا يقبل أي تدخل أو تعديل من قبل قوى الاستعمار، إثر اتفاق كل القوى الوطنية على ضرورة عودة السلطان إلى العرش، ما شكل ضغطا رهيبا على الحماية وعجل ببلوغ أهداف المقاومة والحركة الوطنية، ليتحقق رجوع الملك الذي رسم الطريق أمام بداية نهاية أهداف الاحتلال.

وتابع المتحدث « إنه درسٌ من دروس الوطنية في المملكة المغربية التي يتجدد التاريخ الوطني بمنطقها في محطات تؤكد دائما أن للأمة اختياراتها وتقاليدها التي تمكنها من الخروج من الأزمات بمختلف أنواعها، وهي ثوابت ينقلها جيل إلى جيل في رسم قيم التلاحم بين الملك والشعب، ولعلنا نجد في الأحداث السياسية الكبرى مشاهد لصيانة هذا التاريخ، ونذكر على سبيل المثال ملحمة المسيرة الخضراء، ثم ما تلى ذلك من أحداث اخرى، ومواجهة الأزمات المختلفة مثل جائحة كوفيد_19، او زلزال الحوز… »

وخلص عبد الفتاح البلعمشي إلى التأكيد على أن انتقال القيم الوطنية من جيل إلى جيل يؤكد على أن ثوابت الأمة المغربية راسخة في حماية حاضرها، وتمتلك من المقومات والتراكمات ما من شأنه مواجهة كل مساس بالمستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.