وجهة نظر
لم تنصف الشبكة العنكبوتية المرأة بقدر ما أساءت لصورتها كأم و كزوجة و كركيزة داعمة لتقدم المجتمع، وذلك لعدة اسباب على رأسها قلة المعرفة و ضعف التوجيه و إنعدام الوعي، ويبدو ذلك واضحا خصوصا اذا ما تحدثنا عن وطننا العربي، فما ان غزت الشاشات المحمولة الديار حتى انكب علينا سيل جارف من المحتويات الفارغة من كل ما هو مفيد و المليئة بكل ما هو منحط، وما ان حملت بعض النسوة هواتفهن حتى نسين انهن مسؤولات و ان المجتمع في حاجة ماسة الى عونهن و مؤازرتهن للنهوض بأخلاق أمة مكلومة، فصرن يبدين ما يبدين و يثرن ما يثرن في اوصال المشاهدين من أجل حصد الإعجاب وراء الإعجاب، فإما تراهن راقصات عابثات غير مكترثات بما يلقين من ألفاظ نابية او منكبات في أشغال البيت اليومية بملابسهن الداخلية، جاعلات من بيوتهن فرجة للعالم بأسره و كأن سكان الارض اجمعين يقاسمنهن أسرّتهن.
نحن لا نعمم و لا نخص بالحديث كل النساء، فمنهن الصالحات الساعيات الى نشر الاستفادة و منهن المجدات المثابرات الطامحات الى اعلاء راية المعرفة، لكن تعدادهم قليل اذا ما قورن بالاعداد الهائلة من المواقع المنتشرة بين صفحات الفضاء الالكتروني، و الذي يزيد يوما بعد يوم و يأجج الصراع بين المتنافسات على حصد المليون معجب، على حلبة لا رقيب عليها و لا مراقب.
وفي انتظار قانون ينزل علينا من السماء يقنن ما ينشر على هذه الشبكة، لم يتبقى لنا سوى الدعاء لنسوتنا بالرجوع الى الصواب، فما يشاهد الان ليس الا شهادة من المرأة ضد المرأة، و ما ينشر لا يخدم مكانتها المصانة على مدى عقود، ما يشاهد الان ليس الا تعبيرا منها عن نفسها، هكذا تكون قد تركت بصمتها على صفحات التاريخ، بمحتويات سوف تصير في المستقبل القريب ماضيا تكتشف فيه الاجيال اللاحقة كيف كان امس ذويهم، و لربما لمست فيه تفسيرا لما سوف تؤول عليه الحال في زمانهم.
أبوندى