الرباط.. طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي يستحضرون “الحراز” في عرض جديد

معكم 24

الرباط – احتضن مسرح محمد الخامس، مساء الأحد، عرضا مسرحيا بعنوان “الحراز”، قدمه الفوج الـ35 من طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، في إطار مشروع الإخراج المسرحي الذي يشكل محطة أساسية في مسارهم الأكاديمي والفني.

ويستند هذا العمل إلى المسرحية الشهيرة “الحراز” للراحلين الطيب الصديقي وعبد السلام الشرايبي، أحد أبرز الأعمال في الريبرتوار المسرحي المغربي، والتي توظف التراث الشعبي والملحون بأسلوب فني مبتكر يمزج بين الحكاية والموسيقى والتعبير الجسدي.

وأشرف على إخراج العرض المخرج أمين ناسور، بينما تكلف طلبة الفوج بالسينوغرافيا والملابس والتواصل الفني، في تجربة جماعية أبرزت تكامل التكوين داخل المعهد.

وأوضح ناسور أن هذا العمل يندرج في إطار الاستراتيجية الجديدة للمعهد، التي تتيح لطلبة السنة الرابعة الاشتغال على مشروعين تطبيقيين: أحدهما مع مخرج أجنبي والآخر مع مخرج مغربي، مشيرا إلى أن إعادة إحياء “الحراز” تمت برؤية فنية معاصرة حافظت على لغتها الأصلية ولمستها التراثية.

من جانبها، أكدت لطيفة أحرار، مديرة المعهد، أن عرض “الحراز” يمثل ثمرة عمل تشاركي بين مختلف الشعب، ويجسد توجه المعهد نحو استلهام التراث الفني المغربي، خاصة فن الملحون، في صيغ معاصرة. وأبرزت أن التكوين يجمع بين المعرفة الأكاديمية والممارسة الإبداعية لتمكين الطلبة من الولوج بثقة إلى المجال الاحترافي.

وعرف العرض مشاركة مجموعة من الطلبة الممثلين الذين قدموا أداء مميزا جمع بين الحس الكوميدي الشعبي والبعد الدرامي، مما عكس نضجهم الفني وقدرتهم على تشخيص أدوار مركبة.

وأكد الطالب حمزة عارف أن العمل على “الحراز” شكل تجربة فنية غنية ومناسبة لتطوير مهارات التشخيص، فيما اعتبرت زميلته نهيلة سريبيت أن المسرحية منحتها فرصة التفاعل مع جماليات المسرح المغربي الأصيل وتوظيف الملحون في قالب شبابي معاصر.

وتُعد مسرحية “الحراز”، المستوحاة من قصيدة الشيخ المكي بن القرشي، واحدة من روائع المسرح المغربي التي أعادت الاعتبار لفن الملحون، من خلال توظيف عناصر الفرجة والاحتفال والغناء في بناء درامي يمزج بين الأصالة والتجديد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.