معرض الفرس بالجديدة.. سيميائية الفرس في أبهى تجلياتها

معكم 24

الجديدة – مع توالي دوراته، يرسخ المعرض الدولي للفرس بالجديدة مكانته كموعد بارز في عالم رياضات الفروسية، حيث يوفر حلبات “مذهلة” وظروفا مثالية تجمع بين القوة والأناقة والمهارة التقنية، بما يثير إعجاب الزوار ويمنحهم تجربة فريدة.

وفي هذا الصدد، قال المدير التقني للجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة، سعيد خويا “الحصان.. حيوان بارع على المضمار!”

فالحصان الرياضي، يجسد، فعليا، القوة والرشاقة والأداء العالي. على الحلبات وفي ساحات التدريب، يمثل السرعة والمرونة والتحمل… إنه منافس لتحقيق الإنجازات!

وأضاف خويا أن الحصان الرياضي لا يعد مجرد وسيلة ركوب، بل هو شريك من الطراز الرفيع. “سواء كان جواد سباق أصيل أو بطلا في طور التكوين، فإنه يتميز بالطاقة، والدقة، وروح التحدي”، مشيرا إلى أن رياضة الفروسية هي لقاء بين الموهبة البشرية والقوة الحيوانية.

وفي هذا السياق، يرسخ المعرض الدولي للجديدة مكانته من خلال جمعه لخيول متميزة في التبوريدة، وقفز الحواجز، والترويض، والتربية، مما يمنح البعد التقني كامل دلالته، ويبرز في الوقت ذاته الغنى الرمزي والثقافي، ناقلا قيم التميز، والقوة، والأناقة.

وبهذه الطريقة، يتحول هذا الحدث إلى ساحة حقيقية، حيث يعبر الحصان عن ذاته بأقصى طاقته، ويبدع الفارس في إبراز مهاراته.

علاوة على ذلك، تحول “ليالي الفروسية” المنظمة ضمن فعاليات المعرض، الفرس إلى عرض حي يجمع الفن بالضوء والرقص، ليبرز البعد الفني للفروسية، مقدما الحصان ليس فقط في الجانب الرياضي، بل أيضا كمصدر إلهام فني للإنسان.

ومن خلال خطواته، ومشيته، ورفع رأسه، يقيم الحصان تواصلا “صامتا ” لكنه مليء بالمشاعر والتفاعل مع الإنسان. فكل حركة، وكل نظرة، تنسج علاقة فريدة.

ويمثل الحصان مرآة للمشاعر الإنسانية، وناقلا للتقاليد الثقافية. ففي المناسبات، والمعارض، ومهرجانات الفروسية، يرمز حضوره إلى النبل، والوفاء، والحوار بين الغريزة الحيوانية والعقل البشري.

سيميائيات الفروسية، بهذا المعنى، تعبر عن علاقة تقوم على الاحترام، والإعجاب، والتفاعل الحسي الحركي، لتنشأ لغة مشتركة بين الإنسان والحيوان.

في معرض الجديدة، الحصان ليس مجرد حيوان، بل هو رمز حي للهوية المغربية، وفاعل اقتصادي، وسفير للاستدامة، ومصدر إلهام فني. ومن خلال هذا الحدث، يجسد الحصان التناغم بين التقليد والحداثة، وبين الثقافة والابتكار.

ويعد المعرض ، الذي تختتم فعالياته غدا الأحد ، فضاء للحوار وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين في مجال الفروسية، ومنصة لتسليط الضوء على خصوصيات الجهات المغربية ومساهمتها في الحفاظ على التراث الثقافي الغني المرتبط بالخيل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.