محمد الغلوسي يحذر من “الفراغ المخيف” ويدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين وفتح نقاش وطني
معكم 24
حذّر محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، من “تطورات مقلقة” تشهدها الساحة الوطنية في ظل الاحتجاجات الاجتماعية المتصاعدة، معتبراً أن الأوضاع الحالية تعكس ما سبق أن وصفه بـ”الفراغ المخيف” الناتج عن إضعاف الأحزاب والنقابات والجمعيات ووسائل الإعلام، واستشراء الفساد والرشوة ونهب المال العام.
وقال الغلوسي في تدوينة على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي إن استمرار هذا الواقع “يعزز مشاعر الظلم والغبن لدى فئات واسعة من المواطنين”، مضيفاً أن صمت الناس أمام هذا الوضع لا يعني استقراراً دائماً، بل قد يتحول في أي لحظة إلى “انفجار درامي لمشاعر الغضب والسخط”، الأمر الذي يضع المؤسسة الأمنية، حسب تعبيره، في مواجهة مباشرة مع المجتمع، وهو ما اعتبره “مؤشراً غير سليم يدعو للقلق ويشكل جرس إنذار”.
ودعا الغلوسي إلى تحمل المسؤولية الجماعية لتفادي “الأسوأ”، وذلك عبر خطوات عملية تبدأ بـ”إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، ووقف المتابعات القضائية، والإنصات لمطالب المحتجين”، مع فتح نقاش عمومي واسع وشفاف حول القضايا الجوهرية التي أشعلت شرارة الغضب الشعبي، وفي مقدمتها التعليم والصحة ومحاربة الفساد.
وانتقد الغلوسي بشدة موقف الأغلبية الحكومية، معتبراً أن بلاغها الأخير “زاد الوضع تأزماً وصب الزيت على النار”، متهماً الحكومة بـ”الاختباء وراء البرامج الملكية” واستعمال “لغة متناقضة لا تعكس تمثيلاً حقيقياً للشعب”. وأضاف أن الحكومة الحالية “جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل”.
وختم الغلوسي تدوينته بالتأكيد على الحاجة إلى “الحكمة والحكماء” لتطويق الأزمة وفتح آفاق جديدة لبناء “مغرب ممكن، يتسع للجميع، تسوده العدالة والحرية والكرامة”.