إنزكان تعيش ليلة سوداء.. عنف وحرائق واعتداءات على الممتلكات

متابعة: رضوان الصاوي 

عاشت مدينة إنزكان ليلة سوداء جراء أعمال شغب وعنف اندلعت بالشارع العام، خلّفت خسائر مادية جسيمة بعد تعرض مؤسسات عمومية وخاصة للتخريب والإتلاف، وإضرام النيران في بعضها.

وشهدت المدينة إنزالاً أمنياً غير مسبوق، شاركت فيه القوات العمومية والقوات المساعدة، إلى جانب عدد كبير من عناصر الأمن بالزي المدني، في مقدمتهم والي أمن أكادير ورئيس منطقة أمن إنزكان، فضلاً عن السلطات المحلية وأعوانها.

وكانت مجموعة محسوبة على “ألتراس أمازيغ” قد أطلقت بلاغاً على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو من خلاله إلى تنظيم احتجاجات سلمية عشية الثلاثاء. غير أن المصالح الأمنية كانت سباقة إلى التواجد بعين المكان، حيث باشرت عملية تفريق التجمعات قبل انطلاق الوقفة، وهو ما وصفته مصادر من عين المكان بـ”الطريقة غير اللائقة”، الأمر الذي ساهم في تأجيج الوضع وتحويله إلى مواجهات مباشرة بين المحتجين وعناصر القوات العمومية.

وخلفت هذه المواجهات عدداً من الإصابات في صفوف الطرفين، إضافة إلى أعمال تخريب وإضرام النيران بمرافق ومؤسسات مختلفة، من بينها مقر البريد بإنزكان، ومقهى “شهرزاد”، والصيدلية المركزية المجاورة لها، فضلاً عن هجوم طال وكالتين بنكيتين لـ”سهام بنك” و”التجاري وفا بنك”، إضافة إلى متجر مرجان إنزكان. كما تم إحراق سيارة شرطة ودراجات نارية تابعة لفرقة الصقور، إلى جانب سيارات خاصة.

ووفق شهود عيان، فقد تضاعف عدد المشاركين بشكل كبير بعد اندلاع المواجهات، إلا أن غالبية ساكنة المدينة عبرت عن استنكارها الشديد لأعمال التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، معتبرة ذلك سلوكاً غير حضاري لا يخدم مطالب المحتجين.

وأكدت فعاليات محلية أن العنف مرفوض بالمطلق، من أي طرف كان، وأن تخريب الممتلكات لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة، داعية إلى ترتيب الجزاءات القانونية في حق كل من تورط في الأحداث.

وفي الوقت ذاته، شددت الأصوات نفسها على أن المطالب التي خرج من أجلها الشباب مشروعة وتحظى بإجماع وطني، خصوصاً ما يتعلق بقطاعات التعليم والصحة والظروف المعيشية، مؤكدة أن لا أحد يمكن أن يعارض تحسين هذه المجالات إلا من كان مستفيداً من استمرار اختلالاتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.