جمعية أزول بتراست… نموذج مدني يملأ فراغ المنظومة الصحية ويعيد الاعتبار لحق المواطنين في العلاج

متابعة: رضوان الصاوي

في الوقت الذي ما تزال فيه المنظومة الصحية بإقليم إنزكان أيت ملول تواجه تحديات متراكمة، من خصاص في الموارد البشرية إلى ضعف في البنيات والتجهيزات، تبرز جمعية أزول للخدمات الصحية والاجتماعية كأحد أنجع النماذج المدنية التي اختارت أن تحوّل العمل التطوعي إلى أثر ملموس. فهي جمعية لا تكتفي بتنظيم الأنشطة الموسمية، بل تراكم تجربة ميدانية ومساراً حافلاً من الاشتغال المستمر، الهادئ، والفعّال في خدمة صحة المواطن.

و تواصل جمعية أزول بتراست ترسيخ مكانتها كفاعل مدني مسؤول، بفضل انخراطها الدائم في تعزيز الوعي الصحي، وتسهيل الولوج إلى الخدمات الطبية، والدفاع عن الحق في العلاج، عبر شراكات مؤسساتية ومبادرات ميدانية أثبتت نجاعتها عبر السنوات.

إلى ذلك، لم تنتظر الجمعية ساعات التحذير الأولى لجائحة كورونا (كوفيد19) حتى بادرت إلى: تتبّع الحالات المصابة والمخالطة بتنسيق مع السلطات الصحية، و تأطير حملات توعوية مباشرة داخل الأحياء، مع دعم المجهود العمومي بنشر المعلومات العلمية الدقيقة، ومحاربة الأخبار الزائفة.

وبذلك تحوّلت إلى أحد خطوط الدفاع المحلية التي ساعدت في تخفيف الضغط على المؤسسات الصحية.

بعد الجائحة، عادت الجمعية بقوة لاستكمال برامجها السنوية بتعاون مع مندوبية الصحة، وهي برامج شملت تخصصات متعددة، مثل: * الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم. أنشطة اليوم العالمي للصحة النفسية.* * التحسيس بمخاطر التدخين.* محاربة داء السل والسكري والسعار.* تتبع الحمل، ودعم الرضاعة الطبيعية.* * برنامج الألف يوم الأولى لحياة الأم والطفل.* الحملات الوطنية للتلقيح.

وهي مبادرات جعلت الجمعية قريبة من الساكنة، خصوصاً النساء والفئات الهشة. بالإضافة أن جمعية أزول لا تكتفي بالعمل الميداني، بل تحمل أيضاً ملف الترافع في وجه الإشكالات البنيوية التي يعيشها الإقليم، ومن أبرزها: * الخصاص الحاد في الموارد البشرية داخل المراكز الصحية. * غياب بعض التجهيزات الأساسية، ونقص الأدوية خاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة.* تأخر معالجة الوضعية التقنية للمركز الصحي الرمل بتراست.* النقائص المسجلة على مستوى المركز الاستشفائي الإقليمي بإنزكان. كما تتمسك الجمعية بمقاربتها التشاركية، من خلال مخاطبة الجهات المحلية والجهوية والمركزية، دفاعاً عن حق الساكنة في خدمة صحية لائقة. * إبرام شراكات لخدمة الفئات الهشة، حيث تعزز الجمعية شبكة شراكاتها مع المؤسسات العامة والقطاع الخاص، بهدف تسهيل الولوج للعلاج، خصوصاً: حاملي AMO TADAMON. ثم المنخرطين في CNSS.* النساء والأطفال وكبار السن.* توفر عبر هذه الشراكات حملات وفحوصات وخدمات علاجية بتكلفة مناسبة وجودة معقولة. * مبادرات بيئية مرتبطة بالصحة

وفي هذا السياق، و إيمانًا بأن صحة المواطن تبدأ من بيئة سليمة، شاركت الجمعية في برامج ترشيد استعمال المياه الصالحة للشرب، بتنسيق مع الشركة الجهوية متعددة الخدمات سوس ماسة، عبر لقاءات توعوية وأنشطة ميدانية لرفع الوعي البيئي لدى الساكنة.

لقد أثبتت جمعية أزول للخدمات الصحية والاجتماعية أن العمل الجمعوي يمكن أن يكون رافعة حقيقية لدعم المنظومة الصحية إذا توفرت الإرادة، والصدق في العمل، والاستمرار في العطاء. فهي اليوم ليست مجرد جمعية، بل تجربة ناجحة تستحق التثمين، ونموذجاً لما يمكن للمجتمع المدني أن يقدّمه حين يضع صحة المواطن فوق كل اعتبار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.