ديربي كازابلاكنا بين الوداد والرجاء يسرق من حديث البيضاويين

متابعة: مصطفى قنبوعي

الإغراق في التخمين أحيانا لا يَسرِق من التفاؤل، والحديث هنا لا يختلف كثيراً عن حديث الديربي البيضاوي بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء، في مواجهة وجهٍ لوجه ضمن المحطة الـ139 من منافسات البطولة الاحترافية، عن مؤجل الجولة الخامسة، بعد أن خاضا معاً 138 مواجهة كانت خلالها الرجاء أكثر فوزاً بـ38 انتصاراً، مقابل 34 فوزاً للوداد.
وسجّل الرجاء مجموع 120 هدفاً مقابل 110 أهداف للوداد، فيما تعادل الفريقان في 66 مواجهة.
حاليا، للرجاء 11 نقطة مع مباراة مؤجلة، بينما للوداد 10 نقاط مع مباراتين مؤجلتين في ترتيب البطولة الحالية.

ديربي كازابلانكا في ليلةٍ أربعائية على أرضية ملعب مركب محمد الخامس، قبل إغلاقه تحضيراً لمنافسات نهائيات كأس أمم إفريقيا، هو ديربي العرس الكروي الأكثر إشعاعا في كرة القدم الوطنية، ومن بين أشهر عشرة ديربيات عبر العالم، ديربي يحبس الأنفاس ويُمنع على مرضى السكري والقلب من متابعته!

الديربي تسبقه هواجس بين الأنصار في حسابات “القسمة والزائد والناقص”، وهناك من يُرجّح كفة فريقٍ على آخر، إلا أن الديربي غالباً ما يحمل معه احتفالاً جماهيرياً رسمياً عبر “التيفوات” التي تُذكي روح الحماس لدى لاعبي الفريقين، في سعيٍ لتقديم منتوجٍ كروي يمزج بين الفرجة والمتعة وإثبات الذات.

ديربي الليلة قد يختلف عن سابقيه، في ظل دعوات الأنصار إلى التحلي بالروح الرياضية، وسط استنفار أمني واسع عبر كل منافذ وشوارع البيضاء، من مداخلها ومخارجها، وحول محيط الملعب وداخله، بهدف تأمين اللقاء من كل مظاهر الشغب التي شهدتها بعض الديربيات السابقة، وذلك لإعطاء الديربي رونقه الحقيقي، خصوصاً وأن المغرب أصبح قبلةً عالمية بعد اعتلائه منصات التتويج، وهو مقبل على حدثي نهائيات كأس أمم إفريقيا ومونديال 2030.

كما أن السلطات الأمنية ستكون جد صارمة، وقد عقد اجتماع تنسيقي بين مسؤولي الفريقين والسلطات الأمنية، تم خلاله الاتفاق على أن جمهور الفريق المنهزم سيغادر أولاً بعد المباراة، على أن يُسمح لجمهور الفريق المنتصر بالمغادرة بعد فترة زمنية محددة، حفاظاً على الأمن والسلامة العامة.

إن ديربي هذه السنة يحمل في طياته جرعة كروية مضافة لكرة القدم المغربية، في ظل البروز اللافت للكرة الوطنية على الساحة العالمية، وتبقى مواجهة الغريمين مرآةً حقيقية لمدى حرص الجماهير على أن يكون العرس الكروي البيضاوي عنواناً للتحلي بثقافة الروح الرياضية، خصوصاً وأن أغلب بيوت البيضاويين تتقاسم عشق الفريقين تحت سقف واحد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.