محمد الغلوسي : الشباب يرفض التهميش ويطالب ببديل سياسي مسؤول

معكم 24

كشف محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، عن مشاركته في المسيرة الاحتجاجية التي شهدتها مدينة مراكش، حيث أكد أنه وجد نفسه وسط شباب وصفهم بـ”المتمدرسين، المستعدين للنقاش والحوار، والرافضين لأي شيطنة أو تعامل بفوقية”.

وأوضح الغلوسي، في تدوينة له، أن هذا الجيل من الشباب “يعيش فراغاً سياسياً وحقوقياً نتيجة ضعف الأحزاب والنقابات والجمعيات وغياب الثقة في البرلمان والحكومة والمؤسسات”، مضيفاً أن هؤلاء الشباب “ينظرون إلى المشهد السياسي والمؤسساتي كمصدر لمشاكلهم، بعدما شعروا بالإقصاء والتهميش”.

وأكد المتحدث أن من واجب “المناضلين والفاعلين الصادقين” عدم البقاء في موقع المتفرج، داعياً إلى تأطير هذا الحراك الشبابي ومصاحبته لضمان سلميته ومنع أي انزلاق قد يهدد الاستقرار. وفي هذا السياق، شدد على رفضه لما شهدته بعض المسيرات من “أعمال تخريب للممتلكات العمومية والخاصة وإشعال النيران ومواجهات دامية”، معتبراً أن ذلك “سلوك مرفوض لا يمكن تبريره مهما كانت الظروف”.

وانتقد الغلوسي القيادات الحزبية التي “عمرت طويلاً في مواقع المسؤولية”، مطالباً إياها بالتقاط رسائل المحتجين وفسح المجال أمام الشباب والطاقات الجديدة، مع اتخاذ قرارات “حاسمة لتطهير صفوفها من المفسدين وتجار المخدرات ومبيضي الأموال”، وإعادة الاعتبار للعمل السياسي كخدمة عمومية نبيلة.

كما دعا الدولة إلى التدخل العاجل واتخاذ “قرارات سياسية شجاعة” للتجاوب مع المطالب الاجتماعية وامتصاص حالة الغضب، من خلال تفعيل تقارير مؤسسات الرقابة وإحالة ملفات الفساد على القضاء، “بما يشمل كبار المسؤولين مهما كانت مواقعهم”. كما طالب بإطلاق سراح نشطاء حراك الريف والنقيب محمد زيان وجميع معتقلي الرأي، بما في ذلك الموقوفون على خلفية الاحتجاجات الأخيرة، من أجل خلق “انفراج حقوقي وسياسي يطفئ النيران ويفوت الفرصة على المتربصين”.

وختم الغلوسي بالقول: “نحن اليوم في مفترق الطرق، والوطن في حاجة إلى جرعات كبيرة من الأمل عبر قرارات شجاعة تعيد رسم معالم الفرح على وجوه الناس”، محذراً من أن “تغول الفساد أضر بصورة البلاد ومصالحها، وحان الوقت لمعالجة هذا الواقع”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.