فرنسا تطرد 12 دبلوماسيًا جزائريًا وتستدعي سفيرها من الجزائر

معكم24

 

في خطوة تصعيدية جديدة تعكس التدهور الحاد في العلاقات بين فرنسا والجزائر، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الثلاثاء، عن طرد 12 دبلوماسيًا جزائريًا يعملون في باريس، ردًا على قرار مماثل اتخذته الجزائر الأسبوع الماضي بطرد 12 دبلوماسيًا فرنسيًا من أراضيها.

وأكد بيان صادر عن الخارجية الفرنسية أن “القرار الجزائري بطرد عدد من دبلوماسيينا تم دون مبرر واضح، ويشكل تصعيدًا غير مقبول في العلاقات الثنائية”، مضيفًا أن فرنسا قررت استدعاء سفيرها لدى الجزائر، للتشاور حول مستقبل العلاقات بين البلدين.

ويأتي هذا التصعيد بعد سلسلة من التوترات المتلاحقة بين البلدين، من أبرزها اعتقال السلطات الفرنسية لمسؤول قنصلي جزائري في إطار تحقيق حول اختطاف المعارض الجزائري المقيم بفرنسا، أمير بوخُرص، المعروف إعلاميًا بلقب “أمير DZ”. وكانت الجزائر قد اعتبرت هذا الاعتقال “انتهاكًا صارخًا للأعراف الدبلوماسية”، وردت عليه بطرد دبلوماسيين فرنسيين.

وفي المقابل، وجهت السلطات القضائية الفرنسية تهمًا بالإرهاب والاختطاف إلى ثلاثة جزائريين على خلفية اختفاء بوخرص في أبريل 2024، في ضاحية باريس.

العلاقات بين فرنسا والجزائر شهدت توترًا متصاعدًا منذ منتصف 2024، لا سيما بعد إعلان باريس دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية، ما دفع الجزائر إلى استدعاء سفيرها من باريس، واتهام فرنسا بالانحياز إلى الموقف المغربي.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو في تصريحات للصحافة الفرنسية: “نحن نأسف لتدهور العلاقات، لكننا لن نقبل بسياسات عدائية. نأمل أن تعود الجزائر إلى مسار الحوار المتزن”، مضيفًا أن بلاده ما زالت حريصة على الحفاظ على علاقات مستقرة مع الجزائر رغم الخلافات الراهنة.

ويرى محللون أن هذا التدهور غير المسبوق في العلاقات بين البلدين قد تكون له تداعيات سياسية واقتصادية على التعاون الثنائي، خاصة في ملفات الهجرة والطاقة ومكافحة الإرهاب.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.