غدا تحل ليلة القدر في المغرب.. روحانية خاصة وطقوس متوارثة

متابعة: ابودنيا

تحل غدا ليلة القدر، إحدى أعظم ليالي شهر رمضان المبارك، التي تتميز بمكانتها الروحانية العميقة، حيث يتضاعف فيها الأجر وتتنزل فيها الملائكة بالرحمة والبركات، مصداقا لقوله تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر”.

أجواء روحانية وإقبال على العبادة

في المغرب، تحظى ليلة القدر بمكانة خاصة، إذ تعم أجواء من السكينة والخشوع جميع المساجد والمنازل. يحرص المغاربة على قيام الليل، وقراءة القرآن، والذكر والدعاء، طلبا للمغفرة والرحمة. وتعرف المساجد في هذه الليلة ازدحامًا كبيرًا، حيث يجتمع المصلون لأداء صلاة التراويح والتهجد في أجواء يغمرها الإيمان والتضرع.

ختم القرآن في المساجد 

من أبرز مظاهر هذه الليلة في المغرب، ختم القرآن الكريم خلال صلاة التراويح، حيث يتولى الأئمة إتمام تلاوة المصحف بعد أن يكونوا قد وزعوا القراءة على ليالي الشهر المبارك. وعند الانتهاء، يرفع دعاء الختم، فيقف المصلون بأيدي مرفوعة وقلوب خاشعة، يرجون الله القبول والمغفرة، وسط دموع وتأثر بالغ.

طقوس وعادات متوارثة

تتميز هذه الليلة أيضا ببعض العادات الاجتماعية المتوارثة، حيث تحرص العائلات المغربية على ارتداء الملابس التقليدية مثل الجلابة والقفطان، ويتزين الأطفال الذين يصومون رمضان لأول مرة في طقوس احتفالية رمزية، تعبيرًا عن فرحتهم بالمشاركة في هذا الشهر الكريم.

كما تعد وجبات خاصة بهذه الليلة مثل الكسكس، وتملأ الصحون بالفواكه الجافة، حيث تجتمع العائلات بعد التراويح على موائد في أجواء يسودها الود والتقارب الأسري قبل العودة الى المساجد.

ليلة للتوبة والدعاء

تظل ليلة القدر في وجدان المغاربة ليلة الرجاء والابتهال، حيث يحرص الجميع على الإكثار من الدعاء، خاصة طلب العفو والمغفرة والرزق والصحة. وتعكس هذه الليلة مدى ارتباط المغاربة بالقيم الدينية والروحية، حيث تظل ذكرى رمضان ولياليه المباركة راسخة في القلوب، حاملة معها نفحات الإيمان والتقوى.

في هذه الليلة العظيمة، تتجدد الآمال والتطلعات، ويبقى الرجاء معقودا على القبول من الله، فهي ليلة خير من ألف شهر، ونسأل الله أن يجعلها ليلة مغفرة ورحمة على جميع المسلمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.