نظام العسكر بالجزائر يعادي حقوقنا المشروعة
بقلم : محمد الغلوسي
علينا ان ننتبه إلى امرين اثنين :
الاول :أصبح ثابتا أن نظام العسكر بالجزائر يسعى إلى خلق توثر وأزمة مع المغرب وانه يعادي حقوقنا المشروعة ،وقد تصاعدت حدة هجومه بعد تحولات في مواقف دول اوروبية من قضية الصحراء المغربية
وعلينا ان نكون واضحين بأن جبهة البوليساريو ليست حركة تحرر كما يزعم البعض بل انها حركة انفصالية رهينة في يد النظام الجزائري ،وان من له اطماع في الصحراء المغربية ليست البوليساريو بل نظام العسكر
ثانيا :صحيح أن منطقة الريف كباقي مناطق المغرب تعرف مشاكل اقتصادية واجتماعية وتتمثل في البطالة في صفوف الشباب والفقر وسيادة الفساد والريع واستغلال نخب سياسية واقتصادية لمواقع السلطة لمراكمة الثروة بشكل غير مشروع وخدمة المصالح الخاصة ضدا على المصالح العليا للوطن ،وقد حان الوقت لمحاسبة النخب السياسية والإدارية الفاسدة بالمنطقة والتي لم تترك أي مجال لتبلور وساطة حقيقية وجدية بين الريف ومؤسسات الدولة لكونها نخب فاسدة وفاقدة للمصداقية ،كل ذلك وغيره أدى إلى تفاقم سوء الثقة وتأزيم الأوضاع نتج عنه تحريك متابعات قضائية ومحاكمات لبعض نشطاء الحراك الإجتماعي وقد حان الوقت لإطلاق سراحهم والتأسيس لمرحلة جديدة مع إخواننا في الريف ،وعلى النخب السياسية والأكاديمية والإعلامية والحقوقية ان تقوم بدور مهم في هذا الإطار بإطلاق مبادرات سياسية وفكرية تروم خلق اسس نقاش هادئ ومسؤول يستحضر مصلحة الوطن وحقوقه المقدسة وينتبه لكل المخاطر المتربصة بنا لتضميد كل الجراح مع اصدار عفو عام على كل المتابعين داخليا او خارجيا ،خاصة وان مبادرة العفو عن مزارعي القنب الهندي قد شكلت محطة مهمة في هذا الاتجاه ونتمنى ان تستكمل هذه المبادرة الإنسانية باطلاق سراح نشطاء الريف المتبقين لإنهاء محنتهم ومعهم محنة عائلاتهم
هي اذن جزء من مشاكل الريف وقد تتشابه في معظمها مع مشاكل كل جهات المملكة وليس هناك أي نقص او عقدة للإعتراف بهذا الواقع ،لكن علينا ونحن نعترف بذلك ونريد ان تسعى كل الجهات المسؤولة إلى ايجاد حلول لها عبر تنمية مستدامة واحترام للحقوق والحريات وتوزيع عادل للثروة ،علينا ان نحذر في نفس الوقت من السقوط في ربط كل هذا الواقع بمحاولة إيجاد تبرير لما يقوم به النظام الجزائري ،مايقوم به نظام الكابرانات شيء ومشاكلنا الداخلية شيء آخر،ليس هناك ما يجمع بينهما
علينا ان نكون واضحين في الانحياز إلى الوطن ،الوطن فوق كل الإعتبارات مهما كانت الظروف ،نعم لنا مشاكلنا المتعددة علينا ان نسعى لطرحها بكل وعي ومسؤولية وموضوعية ودون اية مزايدات اوخلط وان نسعى لإيجاد حلول لها عبر النضال والتفاوض مع كل المؤسسات المعنية
علينا ان نحتاط كثيرا من الآراء والمواقف الملتبسة والغامضة التي تحاول بشكل ماكر ان تلبس ثوب الموضوعية وتتخفى خلف المشاكل المعروفة لدى الجميع لتبرير وإيجاد مسوغات لكل المحاولات اليائسة التي تسعى إلى الدفاع عن اطروحة الانفصال وإشعال الفتن ،و الذين اختاروا هذا الطريق او وضعوا أنفسهم تحت الطلب لخدمة هذا التوجه لن يكونوا إلا مأجورين ومرتزقة والوطن بريء منهم