لبنان.. توقيف رياض سلامة في بيروت بتهم غسل أموال واحتيال واختلاس
قال مصدران قضائيان لرويترز يوم الثلاثاء إن السلطات القضائية اللبنانبة اتهمت حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة بجمع أكثر من 110 ملايين دولار عبر جرائم مالية شملت شركة الوساطة المالية اللبنانية أوبتيموم إنفست.
تهم ثقيلة
وألقت السلطات القبض على سلامة (73 عاما) يوم الثلاثاء بسبب هذه التهم. ولم يرد على طلبات رويترز للتعليق.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة أوبتيموم إنفست اللبنانية رين عبود لرويترز إن الشركة أجرت تدقيقا ماليا في أواخر عام 2023 لتعاملاتها مع مصرف لبنان المركزي ولم تجد أي دليل على ارتكاب الشركة أي مخالفات.
وكانت رويترز قد ذكرت نقلا عن مصدر قضائي إن السلطات اللبنانية قد ألقت القبض على حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة يوم الثلاثاء بتهم غسل أموال واحتيال واختلاس مرتبطة بشركة سمسرة لبنانية تعرف باسم أوبتيموم إنفست.
وأكد مصدر آخر في وقت سابق أن القبض على سلامة مرتبط بشركة أوبتيموم.
ولم يرد سلامة أو محاميه أو الشركة على طلبات للتعليق.
من هو رياض سلامة
ولسنوات طويلة، كان كثير من اللبنانيين ينظرون إلى سلامة (74 عاما) باعتباره العمود الفقري للنظام المالي حتى انهياره في 2019، حينها شاهد سلامة مكانته تتداعى إذ أدى الانهيار المالي إلى إفقار عدد كبير من المواطنين وتجميد ودائع معظم المدخرين في القطاع المصرفي مترامي الأطراف الذي كان يشرف عليه ذات يوم.
وتلطخت صورته أكثر بعد أن بدأت الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى في فتح تحقيقات حول ما إذا كان قد استغل منصبه لاختلاس المال العام وجمع ثروة في العقود الثلاثة التي قضاها في منصبه.
وقال مصدر قضائي رفيع المستوى لرويترز إن السلطات ألقت القبض على سلامة يوم الثلاثاء بناء على اتهامات بغسل أموال واحتيال واختلاس مرتبطة بشركة سمسرة لبنانية تُعرف باسم أوبتيموم إنفست، ضمن واحدة من عدة تحقيقات يواجهها.
ولم يرد سلامة ولا محاميه على طلب التعليق. وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة أوبتيموم إنفست اللبنانية رين عبود لرويترز إن الشركة أجرت تدقيقا ماليا في وقت سابق هذا العام لتعاملاتها مع مصرف لبنان المركزي ولم تجد أي دليل على ارتكاب الشركة أي مخالفات.
ويأتي التحقيق منفصلا عن تحقيقات فساد أُعلن عنها في وقت سابق وتركزت على العمولات التي فرضها البنك المركزي على البنوك مقابل شراء الأوراق المالية الحكومية والتي ذهبت عائداتها إلى شركة فوري أسوشيتس التي يسيطر عليها شقيق سلامة، رجا.
وبدأت هذه التحقيقات بتحقيق سويسري عن احتمال حصول سلامة وشقيقه رجا بشكل غير قانوني على أكثر من 300 مليون دولار من البنك المركزي بين عامي 2002 و2015.
وكان الأخوان سلامة قد نفيا في وقت سابق تحويل أو غسل أي أموال عامة ونفيا ارتكاب أي مخالفات.
وترك سلامة منصبه في يوليوز 2023، وقال لرويترز حينذاك إنه “عمل وفقا للقانون واحترم الحقوق القانونية للآخرين”.
وبعد شهر من تركه منصبه، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا فرض عقوبات على سلامة، متهمة إياه بالضلوع في فساد لإثراء نفسه وشركائه، وهي الاتهامات التي نفاها أيضا حينذاك.
وأصدرت السلطات الفرنسية والألمانية مذكرتي توقيف بحق سلامة العام الماضي. كما أشارت نشرتان باللون الأحمر صادرتان عن الإنتربول إلى أنه مطلوب في كلا البلدين. وأشارت النشرة الحمراء الصادرة بناء على طلب فرنسا إلى بعض الاتهامات منها غسل أموال منظم، بينما جاء في النشرة الصادرة بناء على طلب ألمانيا أنه مطلوب في اتهامات تتعلق بغسل الأموال أيضا.
وقال سلامة العام الماضي إن محاميه قدموا طعونا قانونية على مذكرتي الاعتقال في فرنسا وألمانيا.
وفي يونيو، ألغت السلطات الألمانية مذكرة اعتقالها بحق سلامة لأسباب فنية، لكنها واصلت تحقيقاتها وأبقت على تجميد أصوله، بحسب ما قاله مكتب المدعي العام في ميونيخ لرويترز.