مكناس: الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته 16 شعار يرفع تحدي المخاطر المناخية..

* مكناس: عبد الحق لمودن

يشكل المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في نسخته 16، المنظم من 22 إلى 28 أبريل الجاري و الذي ترأس افتتاحه ولي العهد الأمير مولاي الحسن تحت شعار “المناخ والفلاحة”، فرصة أمام المهنيين والزوار للإطلاع على أحدث التطورات التكنولوجية لمواجهة التحديات المتسارعة التي اصبح يفرضها التغير المناخي الذي يرى المتتبعون بأنه بات يعصف بكل المخططات، كيفما كان لونها، التي ترسمها الوزارة الوصية لكي تحقق بلادنا أمنها الغذائي ومن ثمة مواجهة التحديات المطروحة…
من هنا، و تحاول الوزارة الوصية من خلال الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، الذي أختارت له كشعار “المناخ والفلاحة”، تجاوز هذه التحديات بتقديم عرض شامل يعكس بالملموس توجهاتها في مواجهة جميع الصعوبات التي باتت تفرضها المخاطر المناخية على قطاعنا الفلاحي مع تقديم الحلول الملموسة للمهنيين…

ولمواجهة الإكراهات المطروحة على هذا القطاع الحيوي تم التركيز بشكل أساسي على أحدث ما وصلت إليه التطورات التكنولوجية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية المرتبطة بالفلاحة، إضافة إلى وضع برنامج طموح يشتمل على العديد من الندوات واللقاءات التي ستتخلل فعاليات المعرض حيث تراهن الجهات المنظمة على تحقيق رقم قياسي في عدد زوار المعرض في دورته 16، وذلك باعتماد التذكرة الإلكترونية لتحسين ظروف الولوج، لكن تحقيق مثل هذا الرهان لا يستقيم مع الزيادة في ثمن تذاكر الولوج إلى المعرض خلال هذه الدورة…

هذا و ينخرط المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، من خلال عارضيه وندواته وفعالياته، في التحسيس بقضايا التغير المناخي، كما يهدف إلى توفير منصة للمؤسسات العاملة على تطوير التكنولوجيات وابتكار الحلول الفلاحية المناسبة والأكثر صمودا، و ذلك من خلال توفيرها بسلاسة لجميع الفاعلين في القطاع.
ولتحقيق هذا الرهان تم تجهيز فضاء تصل مساحته المغطاة إلى11 هكتارا بمشاركة حوالي 1500 عارض ببرنامج يحتوي في طياته على العديد من اللقاءات والندوات يشارك فيه حوالي 70 بلدا من مختلف بلدان العالم…
كما أن ملتقى هذه السنة و الذي يحمل كما ذكرنا سابقا شعار ” المناخ والفلاحة”، ينظم أيضا من أجل سن نظم إنتاج مستدامة تكون قادرة على مواجهة التحديات المطروحة.
ويتميز هذا المعرض كذلك بإحداث قطب جديد يٌعنى ب”الفلاحة الرقمية” تجسدت على أرض الواقع بشعار معرض هذه السنة و يالتقنيات و الآليات المعروضة.
يشار إلى ان فضاء المعرض الدولي للفلاحة بمكناس خصص هذه السنة حيزا هاما للتعاونيات لمساعدتها على مواجهة التحديات المطروحة وفي مقدمتها أزمة المناخ بذل تركها تنزع شوكها بيدها كما لا يختلف إثنان في أن المعرض الدولي للفلاحة بمكناس يسعى إلى تسليط الأضواء الكاشفة على دور التكنولوجيا الرقمية في خدمة فلاحة أكثر فعالية وقدرة على الصمود في وجه الأخطار المناخية بتوسيع مهم لقطب “المنتجات المجالية”، لتثمين تنوع الفلاحة المغربية.
كما سيسلط المعرض أيضا، من خلال 12 قطبا موضوعاتيا، الضوء على النظم الإيكولوجية الفلاحية، والاستراتيجية الفلاحية، والابتكار في القطاع الفلاحي، والتكنولوجيات والممارسات الفضلى من أجل فلاحة مستدامة تكون أكثر قدرة على الصمود وأكثر احتراما للبيئة.
و يتميز المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2024 بالإضافة إلى قطب الصناعات الغذائية وقطب “الفلاحة الرقمية”  بحضور قوي للقطاع البنكي بكل تلاوينه، مما يجعله يتواجد بقوة في المعرض لمساعدة الفلاحين على تحقيق مشاريعهم وتنفيذ إشتثماراتهم ومن ثمة الإنخراط في حمايتها وتنميتها…
الجذير بالذكر أيضا أن اختيار إسبانيا كضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب في نسخته 16 يشكل أختيارا صائبا.

لأن هذا الإختيار لم يات بشكل إعتباطي بل أملاه حجم التعاون بين إسبانيا والمغرب في عدة مجالات… وهو ما أكده وزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني، لويس بلاناس، في تصريح صحفي، أن مشاركة إسبانيا كضيف شرف في الدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، تشهد على تميز العلاقات بين البلدين و أضاف أن مشاركة إسبانيا هذه السنة تكتسي طابعا خاصا للغاية، من حيث أنها تأتي لتكريس المستوى المتميز لعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك الفلاحة.

وأشار إلى أن هذه الحقيقة أعاد تأكيدها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أمام البرلمان، مؤكدا على “تميز” علاقات التعاون مع المغرب في جميع المجالات، والتي هي بلا شك في أفضل مستوى لها خلال العقود الأخيرة.أما بالنسبة للمبادلات في قطاع الصناعات الغذائية، فقد بلغت الصادرات من إسبانيا إلى المغرب 1.155 مليون أورو، وهو رقم تضاعف خلال السنوات الأربع الماضية، مما يعكس بوضوح مستوى التقدم في هذا المجال، وإن كان دون تطلعاتنا.
وبحسب الوزير، فإن إسبانيا حاضرة بقوة في المغرب على مستوى الاستثمارات في القطاع الفلاحي، وهو ما يتضح من مشاركة 35 شركة إسبانية في معرض الفلاحة 2024.
وقد نمت الصادرات الإسبانية بوتيرة مستدامة بفضل نمو القدرة التنافسية للإنتاج الإسباني من ناحية، وبفضل مسار انفتاح البلاد ومكانتها كوجهة للاستثمارات الأجنبية من ناحية أخرى.
وأوضح السيد بلاناس أنه في عام 2023، تشكل صادرات الأغذية الزراعية والمأكولات البحرية الإسبانية إلى المغرب 1.6% من إجمالي الشحنات الإيبيرية في الخارج، في حين تمثل الصادرات من المغرب إلى إسبانيا 3.9% من الواردات الإسبانية.
كما تحضر إسبانيا بقوة في المغرب من حيث الاستثمارات، يقول بلاناس، مشيرا الى مشاركة 35 مقاولة اسبانية في المعرض الدولي للفلاحة.
وخلص الوزير الاسباني إلى القول: “يمكننا النهوض أكثر بالتجارة والاستثمارات بجميع أنواعها بين البلدين للاستثمار في مشاريع فلاحية مبتكرة من خلال استخدام أكثر ذكاء للموارد، وخاصة المياه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.