ولاد يزة” يفجر غضبا عارما في صفوف الشغيلة التعليمية ومطالب بوقف بثه
متابعة: عادل منيف
فجرت السلسلة الرمضانية “ولاد يزة”، التي تبث على القناة الأولى، موجة غضب عارمة لدى النقابات التعليمية، التي أجمعت على أن هاته السلسلة تمثل “تحقيرا” و”إذلالا وإهانة لرجال التعليم”، وتكرس “صورة نمطية تحقيرية” لهم. فيما ذهبت جهات أخرى إلى اعتبار هذا العمل التلفزيوني “فعلا مقصودا ومحاولة بئيسة للهجوم الانتقامي على نساء ورجال التعليم”.
وراسلت كل من الجامعة الوطنية للتعليم fn، والجامعة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وكذا الجامعة الحرة للتعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، لطيفة أخرباش، محتجة على ما تضمنته سلسلة “ولاد يزة” من إساءة وتحقير للأطر التربوية.
وأعربت الجامعة الوطنية للتعليم عن استنكارها “للإساءة المقصودة لمهنة التدريس عبر القنوات الإعلامية العمومية الرسمية”، مطالبة أخرباش بـ”التدخل لترتيب الجزاءات الضرورية ردا للاعتبار وصونا لكرامة نساء ورجال التعليم”.
بدورها أعربت الجامعة الحرة للتعليم عن “احتجاجها الشديد” على “التنقيص والتجريح”، الذي طال رجل التعليم عبر جعله مادة للسخرية. وطالبت في هذا الإطار رئيسة “الهاكا” بـ”التدخل العاجل لوقف عرض هاته السلسلة وتقديم اعتذار رسمي للأسرة التعليمية”.
فيما ذهبت الجامعة الوطنية للتعليم fn إلى اعتبار المسلسل التلفزيوني الذي بثته القناة الأولى “فعلا مقصودا ومحاولة بئيسة للهجوم الانتقامي على نساء ورجال التعليم”. وأضافت أن “هاته المحاولات الآثمة والخادشة لنساء ورجال التعليم” تعد “مؤشرات خطيرة على ما يحضّر لمستقبل التعليم العمومي”، مطالبة هي الأخرى رئيسة “الهاكا” بالتدخل لوقف هاته السلسلة الرمضانية.
من جانبه أكد التنسيق الوطني لقطاع التعليم، الذي يضم 22 تنسيقية تعليمية، أن مسلسل “ولاد يزة” يعتبر “صورة مهينة ومسيئة وتحقيرية للأستاذ”. ودعا، في بيان احتجاجي أصدره بهذا الخصوص، “الهاكا” إلى “التدخل الفوري” لوقف المسلسل، واتخاذ الإجراءات في حق المسؤولين عنه وكذا في حق القناة الأولى.
كما انضمت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إلى جبهة الغاضبين. إذ أعربت عن “استنكارها التام للاستهداف المستمر لرجال ونساء التعليم، سواء عبر وسائل الإعلام العمومية أو غيرها”، مشيرة إلى أن القائمين على مسلسل “ولاد يزة” عمدوا إلى “تصوير رجل التعليم في شخصية موغلة في الإسفاف والعته والميوعة، سواء على مستوى المظهر الخارجي أو البناء الحواري للشخصية، مما يكرس الإساءة الممنهجة في حق رجال ونساء التربية والتعليم”. وطالبت هي كذلك بوقف هذا المسلسل.
حالة الغضب التي انتابت النقابات التعليمية من مسلسل “ولاد يزة” انتقلت عدواها إلى مجلس المستشارين. إذ وجهت مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، بخصوص “تشويه صورة الأستاذ في مسلسل “ولاد يزة””.
وقالت المجموعة البرلمانية إن “كل من تابع ويتابع سلسلة “ولاد يزة” المعروضة على القناة الأولى سيلاحظ تحقيرا غير مفهوم لصورة الأستاذ”، مشيرة إلى أن هاته “الصورة النمطية السلبية” اعتادت الدراما الوطنية “تلفيقها” للأستاذ المغربي. وأضافت أن “ما يزيد الطينة بلة كون هاته المسلسلات تدعم من المال العام وتعرض في قنوات رسمية وفي شهر رمضان الفضيل وفي وقت الذروة”، مسائلة الوزير عن الإجراءات التي سيتخذها “من أجل تصحيح هذا الوضع الذي أثار جدلا واسعا في أوساط الأسرة التعليمية”.