هيومن رايتس ووتش تقول إن قطاع النفط الإماراتي يسهم في تلوث الهواء
نُشر التقرير الذي يحمل عنوان “يمكنك شم النفط في الهواء: الوقود الأحفوري في الإمارات يغذي التلوث السام” في الوقت الذي تستضيف فيه الدولة الخليجية الغنية بالنفط محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ في دبي.
وعلى الرغم من أن السلطات تفيد بأن تلوث الهواء ناجم بشكل رئيسي عن الغبار الذي تذريه العواصف الرملية، استشهد التقرير بدراسات أكاديمية تشير إلى انبعاثات الوقود الأحفوري كعامل مساهم آخر.
وقال إن حرق الوقود الأحفوري لأغراض النقل والتسخين وحرق النفايات وتوليد الكهرباء والأنشطة الصناعية الأخرى من بين المصادر التي تسهم في تدني نوعية الهواء.
وقال ريتشارد بيرسهاوس، مدير قسم البيئة في هيومن رايتس ووتش “يلوث الوقود الأحفوري الهواء الذي يتنفسه الناس في الإمارات. لكن قضاء الحكومة الإماراتية على المجتمع المدني يعني أنه لا يمكن لأحد أن يعبر علناً عن مخاوفه أو ينتقد تقاعس الحكومة عن منع هذا الضرر”، واصفاً الأمر بأنه “سر قذر”.
تعد الإمارات من أكبر منتجي النفط في العالم، وتخطط لمواصلة توسيع إنتاج الوقود الأحفوري على الرغم من تقديم نفسها على أنها جهة فاعلة رائدة في مجال المناخ باعتبارها مضيفة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28).
ووجد تحليل هيومن رايتس ووتش لمستويات الجزيئات PM2.5 “التي التقطتها 30 محطة رصد أرضية حكومية في سبتمبر 2023، أنها كانت في المتوسط نحو ثلاثة أضعاف المستويات اليومية التي توصي بها المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن جودة الهواء”. وهذه الجزيئات العالقة “صغيرة جدا ويبلغ حجمها 2.5 ميكرومتر أو أصغر ويمكن أن تخترق عمق الرئتين وتدخل مجرى الدم بسهولة”.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن العمال المهاجرين الذين يشكلون القسم الأكبر من سكان الإمارات هم الأكثر عرضة للخطر. وهي أجرت مقابلات مع 12 من هؤلاء العمال ونقلت عن أحدهم قوله إن “الإمارات هي مصنع ينتج المرضى. يعود العمال مصابين بالمرض. هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين يغادرون البلد بجسم سليم”.
وتخطط الإمارات، سابع أكبر منتج للنفط الخام في العالم، لاستثمار 150 مليار دولار بحلول عام 2027 لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز.