محاكمة ستة تلاميذ في فرنسا في قضية اغتيال المدرّس سامويل باتي عام 2020
بدأت اليوم الإثنين في باريس أول محاكمة في قضية اغتيال المدرّس سامويل باتي على يد جهادي في 2020 مع مثول ستة تلاميذ في جلسات مغلقة أمام محكمة الأحداث.
وستجري محاكمة ثانية أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس في نهاية 2024 ويمثل فيها ثمانية بالغين.
وعادت صدمة هذه الجريمة إلى الأذهان في منتصف أكتوبر عند اغتيال الأستاذ الجامعي دومينيك برنار في أراس بشمال فرنسا على يد شاب إسلامي متطرف.
وبدأت الإثنين محاكمة خمسة فتيان كانوا يبلغون 14 و15 عاما عند وقوع الاعتداء، بتهمة التآمر لارتكاب أعمال عنف مشددة. وهم متّهمون بمراقبة محيط المدرسة وإرشاد المهاجم إلى باتي لقاء مكافأة.
كذلك، تحاكم فتاة سادسة كانت تبلغ من العمر 13 عاما عند وقوع الأحداث، بتهمة الافتراء لتأكيدها أن باتي طلب من التلاميذ المسلمين الإعلان عن أنفسهم ومغادرة الصف قبل أن يعرض الرسوم، في حين لم تكن حاضرة خلال الحصة الدراسية.
وكانت هذه الكذبة خلف حملة عنيفة على شبكات التواصل الاجتماعي أجّجها والدها ابراهيم شنينة والناشط الإسلامي عبد الحكيم صفريوي الذي أعدّ مقاطع فيديو لفتت الانتباه الى الأستاذ.
وسيمثل الرجلان في المحاكمة الثانية في نهاية عام 2024، مع ستة بالغين آخرين.
– “تسلسل الأحداث”
وتترقب عائلة سامويل باتي هذه المحاكمة الأولى باعتبارها “جوهرية” لأن “دور القاصرين أساسي في تسلسل الأحداث الذي أفضى إلى اغتيال” المدرّس، كما قالت فيرجيني لو روا محامية عائلته وإحدى شقيقاته.
وطلب المعتدي من أحدهم الاتصال بالفتاة التي أطلقت الكذبة، فأكدتها مجددا من غير أن تعرف أن أنزوروف كان يستمع إليها، على ما أفادت لاحقا.
وفي جلسات استماع انهاروا خلالها بالبكاء، اقسم التلاميذ على أنهم اعتقدوا أن المدرّس “سيُفضح على شبكات التواصل الاجتماعي” على الأكثر او سيتمّ ربما “إذلاله”، أو “ضربه”، لكن لم يتصوروا “أبدا” ان الأمر سيبلغ “حد الموت”.
لدى مغادرتهم الصف، أشار التلاميذ للمهاجم الى سامويل باتي قائلين “ها هو”، فقتله قبيل الساعة 17,00.
وقال فرنسيس سبينر محامي رفيقة باتي السابقة وابنهما إن موكلته “ستوجه رسالة إلى رئيسة” المحكمة لكنها لن تحضر الجلسة.
ومن المرتقب أن تستمر المحاكمة حتى الثامن من ديسمبر.
ويواجه الفتيان الذين هم اليوم تلاميذ في المدارس الثانوية، عقوبة السجن عامين ونصف العام. وقال ديلان سلامة محامي أحدهم “سيبقى هذا الولد طوال حياته ضالعا في هذه القضية”.
ويعتزم نحو عشرة مدرسين من زملاء سامويل باتي الادعاء بالحق المدني عند افتتاح المحاكمة “دعما” لعائلة زميلهم، وفق ما أفاد محاميهم أنطوان كاسوبولو فيرو.
ورأت ميكايل باتي وهي شقيقة أخرى للمدرّس أن هذا “إجراء متأخر… لا تفهمه إطلاقا”، معتبرة أن “دعمهم لزميلهم لم يكن واضحا البتة”، بحسب ما أفاد محاميها لوي كاييه.