نداء وجدة لرابطةكاتبات إفريقيا: الثقافة هي الجسر الصلب لبناء العمل المؤسساتي الإفريقي
معكم24
ان المشاركين و المشاركات في أشغال الندوة العلمية و الفكرية المنظمة من طرف رابطة كاتبات المغرب و افريقيا و جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، و بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة و مركز الرباط للدراسات السياسية و الاستراتيجية تحت شعار “النخب النسائية الافريقية و دورها في الحركات الاستقلالية و السيادة الوطنية ” التي احتضنها مركب المعرفة تكنوبول بوجدة يوم الخميس 16 نونبر 2023 بمناسبة الذكرى 68 لعيد الاستقلال المجيد، اذ يحيون رابطة كاتبات المغرب و افريقيا، اولا على اختيار هذا الموضوع الموفق بمحاوره المتكاملة، وعلى اختيار مدينة
وجدة لتنظيم هذه الندوة العلمية والفكرية، نظرا لما تشكله هذه المدينة من دلالات رمزية لمبادئ الوحدة و التضامن و التآزر الذي أعطى نتائجه ليس على الصعيد الجهوي وحده، بل على صعيد القارة الافريقية.
ويسجلون باعتزاز السياق العام الوطني و الإقليمي والدولي الذي تنعقد هذه الندوة في إطاره، مستحضرين مختلف المجهودات المبذولة من قبل الدول الافريقية لترسيخ استقلالها السياسي و تدعيمه بسياسات عمومية شاملة قادرة على توسيع تميزها الحضاري و ابراز هويتها الخاصة التي كانت أساس مطالبتها بالاستقلال.
وقد و قفت المشاركات و المشاركون على الدور المركزي الذي تلعبه الثقافة لتثمين الرغبة في العيش المشترك في ظل شروط اقتصادية و اجتماعية و بيئية افضل.
و من خلال الجلسات الأربع للندوة، استمع المتتبعون إلى مواضيع مختلفة و متنوعة يجمعها خيط ناظم واحد يتمحور حول دور النخب النسائية الإفريقية في الحركات الاستقلالية من جهة و المحافظة على السيادة الوطنية من جهة أخرى.
إن اهمية ترسيخ ثقافة القانون و توسيع المشاركة السياسية للنساء و تعزيز نشر الكتابات و الإبداعات النسائية و المحافظة على حقوقهن الفكرية و تمكين النخب النسائية من ابراز كفاءتهن و ولوجهن لمناصب الريادة و القيادة و اتخاذ القرارات كلها عناوين كبيرة وقف عندها المشاركات و المشاكون في هذه الندوة العلمية، حيث لاقت هذه المواضيع تجاوبا كبيرا من طرف الاستاذات و الأساتذة الحاضرين و عرفت نقاشا مستفيضا حاول من خلاله المتدخلون الإجابة على مختلف تساؤلات الحضور التي همت الحديث عن الأوضاع الجيوسياسية و الاقتصادية و الثقافية مع استحضار الانتقالات التي عرفتها القارة الافريقية في الحقبة الاستعمارية بالإضافة إلى نوعية هذه الانتقالات و عمقها وطبيعتها الحقيقية من خلال تحديد مفهوم الاستعمار في أشكاله المتعددة العسكرية و الاقتصادية و الثقافية، حيث اعتبر السادة المتدخلون أن الأسئلة المتعلقة بالاستقلالات الوطنية هي المفتاح الأساس لتوضيح الوضع الجيوسياسي و الاقتصادي و الثقافي المرتبط أساسا بالوضع الحقوقي في سياق العلاقات الدولية مع الدول الافريقية ثم العلاقات داخل هذه الدول نفسها بين الأفراد و المؤسسات و السلط.
و اعتبارا لما خلصت إليه الندوة، فإن النخب الثقافية الافريقية لتعي جيدا الاكراهات الداخلية في أشكالها الانتقالية و القضايا المطروحة في هذه الانتقالات التي تخضع لثقلين داخلي و خارجي، لتدعو في الآن نفسه إلى استحضار النجاحات المحققة مؤسساتيا على مستوى المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله كمثال لبلد افريقي نموذجي يستحضر أهمية التعاون و الشراكة بين دول جنوب/جنوب، و أن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تنجح و تتطور إلا بقيادات وكوادر و سواعد الإنسان الافريقي نفسه.
كما تؤكد من خلال نداء وجدة على ضرورة استحضار دور النخب الثقافية لاسيما النسائية منها، انطلاقا من القناعة الراسخة أن الثقافة هي الجسر الصلب نحو البناء المؤسسات الافريقي و تشدد على عدم تغييب مسؤولية النخب الافريقية في معالجة قضايا القارة في حاجاتها المجتمعية وفي علاقتها ببقية بلدان العالم وخاصة الحفاظ على الهوية الوطنية و الوحدة الافريقية والعمل على التصدي لكل الدسائس و المؤامرات الاستعمارية البائدة.
و على ضوء استنتاجات و خلاصات هذه الندوة الفكرية و العلمية، فإن المشاركات و المشاركون يدعون الحكومات و الدول الافريقية إلى إشراك المثقف الافريقي في صناعة القرار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي باعتباره رهانا للمضي قدما في الدفاع عن المشترك الافريقي و تقويته، كما ندد المشاركون و المشاركات في الندوة بالممارسات اللاإنسانية ضد المرأة في حق المحتجزات و المحتجزين في مخيمات تيندوف و ما يتعرضون له من تنكيل و تجنيد قصري للأطفال باجباره على حمل السلاح و اغتصاب النساء من طرف مرتزقة البوليساريو و ارغامهم على عيش ظروف لا انسانية المعتبرة في سياق القانون الدولي، جرائم ضد الانسانية طبقا لنظام روما و للمحكمة الجنائية الدولية.