الخارجية الأمريكية: واشنطن منزعجة من قرار إسرائيلي بعودة المستوطنين إلى منطقة بالضفة الغربية
في إنتظار ردود فعل قوية ومسؤولة من طرف الدول العربية العضوة في نادي المطبعين مع الكيان الصهيوني الذي يستبلدهم ويتمادى في غطرسته خاصة في ظل حكومة المتطرفين الصهاينة التي يتحدى وزراؤها بتصريحاتهم المستفزة مؤخرا ليس مشاعر الشعب الفلسطيني فحسب، بل حتى مشاعر الشعوب العربية سواء المنظوية تحت لواء أنظمة نادي التطبيع المنبطحة أو ما تبقى من أنظمة جبهة الرفض التي ترعد ولا تمطر.
من هنا، طلت علينا وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأحد لتقول من دون استحياء، إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من قرار أصدرته الحكومة الإسرائيلية يتيح للمستوطنين اليهود ترسيخ وجود دائم لهم في مستوطنة حومش بشمال الضفة الغربية.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن الخطوة لا تتماشى مع الالتزامات الإسرائيلية لدى الإدارات الأمريكية وإن زيادة الاستيطان في الضفة الغربية تمثل عقبة أمام تحقيق حل الدولتين.
لكن ما يجري في الواقع يتناقض جملة وتفصيلا مع تصريحات مسؤولي الأمريكان، وخير مثال على ذلك زيارة وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن جفير للمسجد الأقصى اليوم الأحد حيث قال “نحن أصحاب” القدس، مما أثار إدانة فلسطينية وعربية بعد أشهر من التوتر المتصاعد.
جاء تصريحه خلال زيارة قام بها للحرم القدسي صباح يوم الأحد بعد أيام من وقوع مصادمات بين شبان يهود وفلسطينيين خلال مسيرة في البلدة القديمة.
وساهمت التوترات المرتبطة بالمسجد الأقصى في اندلاع حرب استمرت عشرة أيام في 2021 مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة. وحذرت حماس مرارا من أنها سترد على ما تعتبره “اقتحامات” للحرم الذي يخضع للوصاية الأردنية بموجب ترتيب “الوضع الراهن” القائم من فترة طويلة لاحتواء التوترات.
وقال محمد حمادة المتحدث باسم حركة حماس عن مدينة القدس في بيان “إن الاقتحام الهمجي الذي نفذه وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن جفير برفقة مجموعة من المستوطنين المتطرفين لساحات المسجد الأقصى المبارك صباح يوم الأحد، تأكيدٌ على عمق الخطر المُحدق بالأقصى في ظل هذه الحكومة الصهيونية الفاشية وصلف وزرائها من اليمين المتطرف”.
وأضاف “لن يستسلم شعبنا أمام هذا العدوان، ولن نترك الأقصى وحيدا”.
وقال بن جفير “كل تهديدات حماس دون جدوى، فنحن أصحاب الأرض هنا في القدس وكل أرض إسرائيل”.
وبموجب ترتيبات الوضع الراهن، يمكن لغير المسلمين زيارة الحرم دون أن يُسمح لهم بالصلاة. لكن الزوار اليهود ينتهكون الحظر بشكل متزايد.
ويعتبر الفلسطينيون انتهاك حظر أداء الصلوات بمثابة استفزاز، ويخشون من سعي إسرائيل للسيطرة على الموقع.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن “محاولات بن جفير لتغير الوضع القائم في المسجد الأقصى ستبوء بالفشل وسيكون شعبنا الفلسطيني لها بالمرصاد وإن دخوله في ساعة مبكرة مثل اللصوص إلى ساحة المسجد الأقصى لن تغير من الواقع ولن تفرض سيادة إسرائيلية عليه”.
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية قيام بن جفير “باقتحام المسجد الأقصى”. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي إن ما قام به الوزير الإسرائيلي “خطوة استفزازية مدانة”. وأكد أن “الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وبالتزامن مع استمرار الإجراءات الأحادية من توسع استيطاني واقتحامات متواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة تنذر بالمزيد من التصعيد”.