اختتام أشغال الملتـقى الوطني الثالث للثقافـة والفكر حول موضوع ” تدبير التراث الثقافي” بفاس

 

الرباط- معكم 24

أوصى الملتــــــــــقى الوطني الثــــــــــــالث للثقافــــــــــــة والفكر، الذي انعقد يومي 3 و4 يونيو الجاري بفاس حول موضوع ” تدبير التراث الثقافي” بتبني استراتيجية وطنية لحماية التراث الثقافي بكل مكوناته المادية واللامادية المنقول وغير المنقول وتثمينه كركيزة من ركائز تحقيق التنمية المستدامة.
كما أوصى المشاركون في الملتقى الذي نظمته المنظمة الديمقراطية للشغل – بجهة فاس – مكناس، وائتلاف ذاكرة المغرب واللجنة الوطنية لذاكرة العالم – اليونسكـــــــــــو، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، بضرورة مراجعة القوانين المنظمة لحماية التراث الوطني، ولا سيما قانون 22.80، وتحيينها بما يلائم المتطلبات ويخدم قضية الموروث الثقافي للمملكة.
وأبرز المشاركون أهمية خلق مؤسسات محلية لصون وتثمين المدن العتيقة والأبنية التاريخية والأنسجة التراثية تشرف على حسن تدبير هذه الفضاءات وتعمل على محاربة الخروقات واعتماد مقاربة للمحافظة الوقائية، مؤكدين ضرورة تفعيل مقاربة مندمجة للحفاظ ولتدبير التراث الثقافي وإشراك الجمعيات الهادفة المختصة في الدفاع عن قضايا الحفاظ على التراث، والسكان في عمليات تثمين التراث وحماية جمالية الفضاءات التاريخية.
ودعا المشاركون في الملتقى إلى تنظيم دورات تكوينية في مجال صون التراث الثقافي لفائدة العاملين بالجماعات المحلية وجمعيات الأحياء ليساهم كل من موقعه في تدبير التراث، وإلى العمل على استرجاع الأجزاء المنهوبة من التراث المادي واللامادي غير المنقول وتثمينها واستثمار اللقى الأثرية المستكشفة خلال الحفريات للعرض المتحفي لأهداف تربوية.
وأوصى الملتقى باعتماد المقاربة العلمية في عمليات الترميم وحماية الحرف ذات القيمة المضافة في عمليات الصيانة و اعتماد الترميم بالطرق التقليدية وكذا العناية والاهتمام بكل مكونات الهوية المغربية و ابراز مكانتها في النسيج التراثي المغربي انطلاقا الأهداف التي رسمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس وما نص عليه الدستور المغربي.
وتبنى الملتقى نداء لإحياء تقليد الفرجة في الساحات العمومية والفضاءات كمكون من مكونات التراث المغربي وتشجيع المجتمع المدني والشباب على تحقيق برامج تهدف إلى التحسيس والتعريف بالتراث الثقافي.
يذكر أن الملتقى كان فرصة لتتبع مداخلات العديد من الخبراء والفاعلين في المجتمع المدني تمحورت حول تطور مفهوم التراث الثقافي والطبيعي والقواعد المعيارية المعترف بها عالميا والمبادرات التي تم تبنيها لإنقاذ وترميم وتأهيل ورد الاعتبار للتراث الحضاري المعماري للمدن العتيقة.
وكانت أشغال الملتقى فرصة للاستماع لأساتذة جامعيين من أمثال الأستاذ إدريس الفاسي الفهري نائب رئيس جامعة القرويين الذي تطرّق إلى: ” ترميم التراث من الحس إلى المعنى ” والأستاذ امحمد بن عبود نائب رئيس جمعية تطاون أسمير الذي تحدث عن ” قواعد عامة لترميم المدن العتيقة والأستاذ جعفر بلحاج السلامي حول ” تدبير التراث بين الاستقلالية والتكاليف”، فيما ركز الأستاذ السيد فوزي الصقلي مداخلته حول موضوع “الأعمال والهندسة الثقافية المطبقة على التراث”.
كما استمع الحاضرون إلى السيد المكي كوان عن جمعية ذاكرة أسفي الذي أطلع الحاضرين على ” الوضعية التي يوجد عليها التراث بأسفي” ومداخلة السيد المصطفى البرايمي عن جمعية ذاكرة دكالة الذي تحدث عن أهمية ” تفعيل مقاربة مندمجة للحفاظ و لتدبير التراث الثقافي” ومداخلة السيد عبد العالم دينية حول تجربة جمعية ذاكرة الرباط سلا من خلال أنشطة متعددة تندرج في إطار المجهودات المبذولة للتحسيس والتوعية بضرورة الحفاظ على التراث، فيما تطرقت مساهمة السيد جعفر الكنسوسي إلى ” دور المجتمع المدني في صون تراث المدن العتيقة، جمعية منية مراكش كنموذج”.
وخلال الجلسة الأخيرة استمع الحاضرون إلى السيد محمد برادة عن جمعية منية مراكش في موضوع ” تجويد قواعد حماية وتأهيل المدن العتيقة الخصوصية المغربية والأفق العالمي ” والسيد محمد آيت لعميم (جمعية منية مراكش) حول ” استراتيجية تثمين تراث المدينة العتيقة وصيانته والسيدة سلمى الضاوي حول “أرشيف ترميم مدارس المرينيين” فيما خصص السيد فؤاد مهداوي مداخلته ل “تدبير تراث المخطوط “.
ومن تارودانت ساهم السيد نور الدين صادق بمداخلة حول ” تارودانت: المدينة العتيقة عوامل التدهور و سبل رد الاعتبار “،

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.