وقفة احتجاجية للأطباء الداخليين بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، و الوضع مرجح للتصعيد..
*متابعة: رضوان الصاوي
خاض الأطباء الداخليون بمستشفى الحسن الثاني باكادير، مؤخرا، وقفة احتجاجية بسبب ما اعتبروه مستشفى جهوي لا يتوفر على أدنى مقومات التطبيب، بل و حتى مقومات الأمن و الكرامة الإنسانية، فما بالك بالتكوين الطبي المتخصص التي يعتبرها مسؤولونا من الكماليات. و بسبب ظروف و ممارسة حاطة من كرامة الطبيب الداخلي الذي لم تقدر الإدارة حتى على توفير غرف حراسة له داخل المستشفى، و الأمن الجسدي، و بسبب غياب الحوار لدى مسؤولين عن القطاع والذين لا يتقنون حتى أبجديات الحوار و إشراك المعنيين في القرارات التي تخصهم ( حسب البيان) ، وجاء في بيان الأطباء ما يلي: كتب على ولادة تجربة الطبيب الداخلي في أكادير المخاض العسير، فبين تكوين طبيب ضبابي يتلقاه الأطباء الداخليون، إن لم نقل شبه منعدم في ظل مستشفى جهوي لا يتوفر على أدنى مقومات التطبيب، بل و حتى مقومات الأمن و الكرامة الإنسانية، فما بالك بالتكوين الطبي المتخصص التي يعتبرها مسؤولونا من الكماليات. و بين ظروف ممارسة حاطة من كرامة الطبيب الداخلي الذي لم نقدر حتى على توفير غرف حراسة له داخل المستشفى، و الأمن الجسدي حيث كان من آخر ضحايا الاعتداءات المتكررة طبيبة اضطرت إلى الاختباء داخل المراحيض حاشاكم خوفا من هجوم المعتدين، و بين مسؤولين عن القطاع لا يتقنون حتى أبجديات الحوار و إشراك المعنيين في القرارات التي تخصهم، كما ينص عليه دستور بلادنا، فما بالك بحمل هم إصلاح وضعية الطبيب الذي بتحسن أوضاعه تتحسن لا محالة أوضاع المريض الذي يعالج. بين كل هذا و ذاك لا زالت وضعية الطبيب الداخلي بالمستشفى الجامعي بأكادير لم تعرف طريقها إلى الخلاص.
لم تشفع للطبيب الداخلي ساعات الحراسة الطويلة و الشاقة بالمستعجلات و بباقي المصالح الاستشفائية، و التضحيات الجسام طوال سنتين من الجائحة حيث عمل الطبيب الداخلي في كل المواقع حين طلب منه مد يد العون أثناء الجائحة، وهو الذي لا يتوفر حتى على تأمين صحي يقيه من الأوبئة،فيضطر إلى التطبيب من ماله الخاص أثناء حوادث الشغل، وهي كارثة إنسانية ستضل وصمة عار على كل مسؤولي الصحة في جهتنا بل و بهذا البلد ككل. كل هذا لم يشفع للطبيب الداخلي أن يعاد له الاعتبار و تعطى له الكرامة التي يستحق.
و في مشهد بات يتكرر كل سنة، لا يجد الطبيب الداخلي مخاطبا يحاوره حول مشاكله، و آخرها مشكل التخصص، فعلى بعد 8 أيام من التحاق الفوج الثاني من الأطباء الداخليين بتخصصاتهم، لا زال مصير هؤلاء الأطباء مجهولا، فطلبات الحوار المتكررة مع المسؤولين لم تجد آذانا صاغية، حيث أن مكتب الأطباء الداخليين و منذ أكثر من شهرين وهو يحاول محاورة المسؤولين و التفاوض معهم حول هذه النقاط لكن دون جدوى، لنطرح بالتالي الأسئلة التالية : لماذا يتم في كل مرة التماطل في معالجة مشكل التخصص بالنسبة للأطباء الداخليين، هل سيتم من جديد تأخير إلحاق الأطباء بتخصصاتهم و بالتالي فرض حالة العطالة من جديد
وأعلن مكتب جمعية الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي للرأي العام المحلي و الوطني أن مصير الطبيب الداخلي ليس عرضة للتلاعب و التماطل في كل مرة، مع تسجيل امتعاضهم من الطريقة التي يتم بها تدبير هذا الملف . كما أنهم لم يطالبوا سوى بحوار جاد و مسؤول مع المعنيين، و في الآجال المعقولة.
حيث يعلنون عن تشبثهم بكل المطالب و على رأسها الحق في التخصص كما يمليه اتفاق 2011 بين وزارة الصحة و اللجنة الوطنية للأطباء الدخليين و المقيمين….
معربين عن استنكارهم لظروف الاشتغال و التكوين الكارثة، متوجهين للمسؤولين بالسؤال التالي : إلى متى ستبقى الأمور على هذه الحال في مدينة أكاد ير؟ مع احتفاظهم بحق اللجوء إلى أشكال تصعيدية في حال استمرار حالة التماطل أمام مطالب الأطباء الداخليين .