*متابعة: حسن البيضاوي
حينما غابت الابتسامة الساحرة على محيا الحاج محمد المديوري في آخر ندوة صحفية له على رأس نادي الكوكب المراكشي.. فما هو أصل الحكاية؟
عقد محمد المديوري 1999 ندوة صحفية كانت الأخيرة، ومازلت أتذكر اليوم كان يوم جمعة مساءا، والمكان مقر النادي بملعب العربي بن امبارك، الندوة عرفت حضور كل لاعبي الفريق يتقدمهم أحمد البهجة الذي عاد من تجربته الاحترافية بالمملكة لعربية السعودية … تحدث المديوري خلال الندوة بنبرة حزينة حتى أن عيون الرجل كانت تسبقها دمعة الفراق وطلاق نادي كتب سجله التاريخي، إلى جانب رجال مازالوا يحنون إلى ماضي ” الكوكب المراكشي” تحدث المديوري وعلى غير عادته بنبرة غابت عنها الأحلام والمستقبل والمخططات وحتى ابتسامته الساحرة غابت عن محياه، وقتها فهم كل من حضر الندوة أن الرجل يستعد للرحيل، وبالتالي الخروج من دائرة الأضواء، الحاج محمد المديوري الرجل العصامي الذي حول الكوكب المراكشي إلى قوة ضاربة، وكانت انتفاضة الكوكب المراكشي في نهاية الثمانينات وطوال عقد التسعينات، أقوى من أن يتصورها المتتبع لتطور الأندية بالمغرب، إذ حقق ثورة في عالم كرة القدم المغربية بفضل الحاج محمد المديوري . فعلى مستوى النتائج، اكتفى في أول مشاركته ضمن أندية الدوري الاول، بعد الصعود بالصف العاشر، قبل أن يحتكر الصف الثاني لموسمين متتاليين، وراء كل من الجيش الملكي والرجاء البيضاوي، وظلت مراكزه تتأرجح طوال المواسم المتعاقبة بين السادسة والثالثة والرابعة، قبل أن يحقق إنجازا انتظرته جماهيره بشغف كبير، في موسم (91/92) حين فاز بلقب الدوري، برصيد 73 نقطة، وبفارق يصل إلى سبع نقاط عن الرجاء البيضاوي الذي حل ثانيا. كما استطاع الفريق الفوز بأربع كؤوس للعرش في ظرف عشر سنوات، إضافة إلى تحقيقه أول إنجاز على المستوى الافريقي، إثر فوزه بكأس الاتحاد الإفريقي سنة 1996على حساب نجم الساحل التونسي (3-1) و(2- 0).
وعلى مستوى آخر، كان فريق الكوكب المراكشي وراء ظهور عدة انظمة للممارسة الكروية في المغرب، من قبيل الاحتراف وتوقيع عقود مع الشركات المعلنة، وبناء متاجر تابعة للفريق، وامتلاك مساحات خاصة بالنادي بالمدينة ، والتوفر على عقارات وعقود شراكة مع القطاع الخاص.
كما تم تعشيب ملعب الحارثي بشكل حديث في ظرف قياسي، إلى جانب تجهيزه بالأضواء الكاشفة، التي كان يعد وجودها بالملاعب المغربية معدودا.
ولعل ما يثير الاستغراب، أن الكوكب المراكشي خلق من جديد في عجالة، ففي سنوات قليلة أصبح الفريق يملك مقومات النادي الكبير، من خلال وضع تقاليد تسييرية مضبوطة وناجعة. واستطاع احتلال موقع استراتيجي في الجانب المالي، إذ استفاد من عدة قطاعات عمومية وشبه عمومية، خاصة من خلال إبرام اتفاقيات الشراكة والاحتضان، مع عدة شركات ومؤسسات شبه عمومية.
وتجدر الإشارة إلى أن الكوكب المراكشي يعد أول فريق مغربي يدخل تجربة الاستفادة من اللوحات الاعلانية بملعبه، وكان ذلك في موسم 86-87، قبل أن تحذو الفرق المغربية حذوه.
الحاج المديوري رجل عصامي ليس ككل الرجال، نتمنى له صحة جيدة وطول العمر.
رجل آخر نضير هذا الرجل ترقبوا في الحلقة المقبلة خاص عن مسير عصامي آخر ويتعلق الأمر الحاج عبداللطيف الطاطبي.
خلي كلمة فحق هاد الرجل