ركائز المواطنة
في لحظة من لحظات تغذية النفس والروح بالنغم، أثارتني كلمات أغنية الفنانة نانسي عجرم الموجهة للأطفال “شخبط شخابيط لخبط لخابيط”، وهي أغنية تحمل رسالة في موضوع الحرية الإبداعية الفكرية، ودعوة للمبادرة وتفتيق ملكات الإبداع لدى الطفل، بشكل صريح هي خطوة أولى ودعوة لتخطيط وتقدير لمسار الإنسان، لأن هذا الرسم الأولي وإن كان (شخبيطا ولخبيطا) فهو بالأهمية ما يكون عفويا تعبير فلسفي لأحلام الطفولة والمأمولة للخطوات المستقبلية لحياة الملخبط/العقدة.
مقدمة بقدر ما هي -ملخبطة ومشخبطة- بقدر ما تقف على الاختلافات بين المجتمعات المهتمة بالتربية في تحديد وترشيد وتوحيد النظرة التمهيدية لدى البراعم في لعبهم/ شخبطتهم، والإدراك باللعب الجماعي والوعي بتوفير الزمان (حصص كافية للعب) والمكان (الفضاء الذي هو حق للطفل/العقدة وفي نفس الوقت حق لأقرانه). سنوات الطفل التمهيدية بهكذا منهجية مخصصة في تربيته تقتصر فقط على الوعي والإدارك ومعرفة أن :
-حق الفضاء/الوطن،
– التعاون والتشارك/المواطنة،
-اللعب/حرية الاختيار والتعبير👈القرار👈 الديمقراطية،
-الإرشاد والتوجيه والتأطير/الدولة.
بمعنى آخر أن أحلام طفل/عقدة المستقبل تتشبع منذ نعومة أضافره (التمهيدي) بالمساواة (النوع، اللون، العرق،…)، تكافؤ الفرص، حق التنافس، حب الانتماء، التسامح، الاقتناع بضرورة العمل الجماعي التشاركي، الإيمان بالاختلاف ومفهوم التقدير والتشجيع….
الاهتمام والتشبع بهذه الأولويات التمهيدية هي زرع القيم النبيلة المعتبرة ركائز المواطنة والتي بناء عليها يشيد مستقبل الوطن وازدهاره بدعامات متينة وقوية (القيم النبيلة). وتبقى هذه البراعم/ العقد هم اللبنات التي تجمع بحب المواطنة بين هذه الدعامات في شبكة مجتمعية مترابطة عارفة ومدركة بشكل جماعي ضرورة بناء أمة طموحة مجيدة في وطن سامي وراقي وحمل رسالة أحلام السلف الصالح وإيصالها لأجيال المستقبل.
بالتشخبيط والتلخبيط/اللعب/التعبير التمهيدي المغفل عن الاهتمام به نترك فجوة كبيرة وشاسعة في تربية أطفالنا لندعهم عرضة للحشو السلبي لأفكارهم وتطلعاتهم بقلب مفاهيم القيم المحمودة بأساليب سامة لإشاعة الفردانية.
قال الأديب مصطفى صادق الرافعي:
إننا لن ندرك روعة الجمال في الطبيعة إلا إذا كانت النفس ثريبة من طفولتها ومرح الطفولة ولعبها وهذيانها.
…/…