اختراع مغربي وراء نظام روبوتي لاستخراج سم العقارب
يسلط البروفيسور أنس الكتاني، نائب رئيس جامعة الحسن الثاني، المكلف بالإدماج وريادة الأعمال والشراكة، ومدير الأطروحة التي كانت وراء اختراع نظام روبوتي لاستخراج سم العقارب، في هذا الحديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، الضوء على هذا الاختراع الذي سيحدث ثورة في صناعة سم العقارب، الذي يعد من أغلى السموم في العالم.
في هذا الحوار أكد البروفيسور الكتاني أن من شأن هذا الاختراع رفع كمية وجودة هذا النوع من السموم الذي يستخدم كعنصر نشط في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل، وكذلك في إنتاج الأمصال المضادة للسم.
1- كيف يمكننا أن نشرح أكثر هذا الاختراع المغربي للمجتمع غير العلمي؟
يسمح النظام الروبوتي لاستخراج سم العقارب، من جهة، بتقييم سمك الطبقة السطحية للعقرب لإرسال تصريفات كهربائية تتكيف مع كل نوع من أنواع العقارب، ومن جهة أخرى، بوضع عدة عقارب من النوع نفسه في آن واحد في ناقل لاستخلاص دفعة من السم.
سيسهل هذا الروبوت، في مقام أول، استخراج سم من نوعية جيدة بفضل آليته التي ترسل تصريفات كهربائية ملائمة دون خطر موت العقرب.
وفي مقام ثان، سيمكن الروبوت من استخراج السم من عدة عقارب من النوع ذاته وفي الوقت نفسه. وهذا الجزء الثاني هو الذي كان موضوع براءة الاختراع الصادرة عن المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية.
يتمتع هذا النظام بالقدرة على وضع 32 عقربا من النوع ذاته في ناقل واحد للحصول على دفعة من السم من نوع العقارب ذاته في ظل ظروف بيولوجية يمكن استغلالها من قبل صناعة الأدوية وصناعة مستحضرات التجميل.
2- كيف سيحدث هذا الاختراع ثورة في صناعة سم العقارب؟
سيشهد سم العقارب ثورة علمية في شقه العملي حيث إن عملية استخراج السم من العقارب دقيقة للغاية، ويتطلب الأمر تصريفات كهربائية ملائمة لاستخراج قطرة صغيرة من السم.
وفي كثير من الأحيان عندما لا يتم إتقان هذه العملية يموت العقرب عند استخراج السم، مثلما يموت النحل عندما يلدغ.
تتيح هذه العملية استخراج السم من مجموعة من العقارب (32 عقربا) من النوع نفسه وفي الوقت ذاته، مع الحفاظ على سلامة هذه العقارب من جهة، وتوفير السم بكميات كبيرة وجودة جيدة من جهة أخرى.
3- هل تلقيتم اقتراحات من أجل تسويق هذا الاختراع؟
غالبا ما يتم لوم المختبرات على إجراء أبحاث لا تصل أبدا إلى مرحلة التصنيع.
لكن منذ الحصول على براءة الاختراع هاته، التي تشهد على جودة وجدية العمل الذي قام به الفريق المؤلف من معاذ مكمل، باحث في سلك الدكتوراه، والبروفيسور عمر طنان، المدير المشارك للأطروحة، والبروفيسور رشيد صايل، مدير مختبر البيولوجيا والصحة بكلية العلوم بن مسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني، تم تلقي العديد من الطلبات من الشركات الصناعية الدولية، لاسيما من أمريكا اللاتينية وأوروبا.
ويركز هؤلاء المصنعون على نقطتين، وهما كيفية تقديم طلبات شراء السم بعد التحقق من جودته وكيفية الحصول على هذا الروبوت المخترع.
فالمستقبل واعد، ويمكن للجامعة أن تفخر بوقوفها وراء هذا الاختراع الذي يدخل في إطار نقل التكنولوجيا.
وعلى المستوى الوطني، يطمح الفريق في المساهمة، بفضل السم الجيد النوعية، في التخفيف من تأثير التسمم بلسعة العقارب، من خلال المساهمة في إنتاج أمصال عالية الجودة، ومساعدة وزارة الصحة في إقامة مشاريع على مستوى الجهات الأكثر تضررا في المغرب.
4- ما هي شروط نجاح البحث العلمي داخل الجامعات؟
على غرار أي موضوع بحثي، فإن النجاح ليس أبدا من قبيل الصدفة. فعلاوة على اختيار مختبر يتمتع بالمصداقية مثل مختبر البيولوجيا والصحة التابع لكلية العلوم بن مسيك، يجب أن يكون طالب الدكتوراه متحمسا لموضوع موحد، فهذا عنصر أساسي للنجاح كما هو حال الطالب معاذ مكمل.
وقد ولد معاذ مكمل، طالب الدكتوراه الذي كان وراء الأطروحة التي أدت إلى هذا الاختراع، وسط العقارب الذي أل ف التعامل معها، كما أن لديه شغفا كبيرا بها.
ودفعه هذا الشغف إلى المثابرة في دراساته العليا، حيث حصل بعد إجازته على درجتي الماستر والدكتوراه من أجل الذهاب إلى أقصى حد ممكن في هذا المجال.
(ومع)
نز
ح ن
ومع 021138 جمت فبراير 2022