بايدن سيعرض على بوتين “مسارًا دبلوماسيًا” بشأن التوتر في أوكرانيا خلال اتصال هاتفي اليوم
افاد مصدر إعلامي أن البيت الأبيض أعلن الأربعاء أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعرض على نظيره الروسي فلاديمير بوتين “مسارًا دبلوماسيًا” بشأن التوتر في أوكرانيا خلال اتصال هاتفي الخميس.
وستكون هذه هي المكالمة الهاتفية الثانية في أقل من شهر بين الزعيمين، بعدما حذر بايدن في مطلع ديسمبر بوتين من “عواقب وخيمة” إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن بايدن الذي يقضي عطلة رأس السنة في منزله بديلاوير، سيُبدي استعداده لسلوك “مسار دبلوماسي”.
لكن الولايات المتحدة التي لا تزال “قلقة جدا” إزاء وجود قوات روسية على الحدود مع أوكرانيا، ستكون أيضا “مستعدّة للردّ في حال شنت روسيا غزوا جديدا لأوكرانيا”.
ولفت المسؤول إلى إن واشنطن “تود أن ترى القوات تعود إلى مناطق تدريبها العادية”.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف المكالمة، قائلا إنها ستتم مساء الخميس بتوقيت روسيا.
حشدت روسيا عشرات آلاف العسكريين على الحدود مع أوكرانيا، وفق مسؤولين غربيين يخشون تكرار ما حدث عام 2014 عندما ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم واندلع تمرد انفصالي في شرق أوكرانيا خلّف أكثر من 13 ألف قتيل.
وفي مسعى لتهدئة التوتر، سيجري مسؤولون أميركيون وروس محادثات في 10 يناير في جنيف.
ويأتي الاجتماع بعد أن عرضت روسيا مقترحات على الولايات المتحدة تضمنت دعوة لعدم توسيع عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شرق أوروبا أو إقامة قواعد في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
واعتبرت الولايات المتحدة بعض المقترحات الروسية بأنها غير قابلة للنقاش لكنها قالت إنها مستعدة للتحدث.
بدأ الحوار بين البلدين عندما التقى بوتين وبايدن في جنيف في يونيو. وقد سعى المسؤولون الأميركيون حينها إلى تهدئة العلاقة المتوترة مع روسيا قبل أن تتبدد آمالهم مع الحشد العسكري الأخير.
وأوضح المسؤول في البيت الأبيض أنه لا توجد خطط لعقد قمة أخرى بين الزعيمين.
من جانبه، تعهد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن تتخذ موسكو “توجها متشددا” في الدفاع عن مصالحها في محادثات جنيف.
قبل إجراء المحادثات الأميركية الروسية، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هاتفيا الأربعاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكتب زيلينسكي على تويتر إثر المكالمة “تلقيت تأكيدات حول دعم الولايات المتحدة الكامل لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن بلينكن تحدث بشكل منفصل مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن “التنسيق لردع أي عدوان روسي آخر ضد أوكرانيا”.
وأضاف برايس أن وزراء الخارجية الغربيين “أكدوا توافق الحلفاء والشركاء على فرض عقوبات هائلة وتكاليف باهظة على روسيا في حال أقدمت على خطوات مماثلة”.
وكانت إدارة بايدن قد تعهدت تنسيق إجراءاتها مع حلفائها الأوروبيين. وبعد محادثات جنيف، سيلتقي مندوبون روس مع مندوبي حلف شمال الأطلسي قبل اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تمثل إطار حوار رئيسي بين موسكو والغرب منذ الحرب الباردة.
وتخضع روسيا لعقوبات منذ عام 2014 على خلفية تدخلها في أوكرانيا الذي جاء ردا على الإطاحة بحكومة كانت ترفض دعوات التقرب من الغرب في كييف.
لم يوضح بايدن الإجراءات الجديدة التي يمكن اتخاذها، لكن تقارير تقول إن الولايات المتحدة قد تتحرك لفصل روسيا عن نظام سويفت الذي يربط بين البنوك عالميا، ما سيمثّل ضربة كبيرة لاقتصادها.
خوفا من روسيا، تسعى أوكرانيا وكذلك جورجيا إلى الانضمام إلى الناتو، رغم أن أعضاء أوروبيين في الحلف أوضحوا أنهم ليسوا متحمس لانظمامها.