كتاب “الصحراء نهاية الشمولية”.. مندوب المقاومة مصطفى الكثيري يستعيد بعض النسخ الموزعة..!!
- متابعة: جمال نيهرو
في خطوة منتظرة، اتصل مسؤولان من الإدارة المركزية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير بالنواب الجهويين و الإقليميين الذين سبق توصل كل واحد منهم بنسختين فقط من الكتاب المترجم عن الاسبانية للكاتب الاسباني خوسي ماريا ليزونديا، بعنوان “الصحراء، أفول الشمولية”، الذي جرى حفل تقديمه بمجلس المستشارين يوم 9 نونبر المنصرم، وطلب منهم إرجاعها إلى الإدارة، بينما البعض منها بيع للخواص قبل هذا الأمر.
و قد أثار الكتاب غضب ساكنة الأقاليم الصحراوية، التي رأت فيه نصا غير مستند على أساس، و فوق ذلك يتضمن عبارات مسيئة لأهالي الصحراء، و خاصة قبيلة إزركيين.
و قد تنكر مؤلف الكتاب الإسباني لما ورد فيه من عبارات أثارت حفيظة سكان الصحراء و احتجاجهم. و حمل المؤلف مسؤولية العبارات و الإشارات المسيئة إلى المترجم و الإدارة التي أشرفت على الترجمة و الطبع، و هي المندوبية السامية للمقاومة و جيش التحرير. كما تنكر البشير الدخيل، أحد مؤسسي بوليساريو و رئيس منتدى بدائل، المشارك في حفل تقديم الكتاب، و الذي يرتبط بصداقة مع المؤلف، لما ورد في الكتاب من أخطاء و عبارات مسيئة، و اعتبر الأخطاء المستنكرة من فعل المترجم و الجهة التي تحتضنه لترجمة هذا العمل إلى اللغة العربية.
و قد أصدر المترجم المسمى عبدالرحمان العوينة، رئيس شعبة اللغة الإسبانية و ٱدابها بكلية الٱداب بالرباط، بيانا تبدو عليه في كل عبارة لمسات المندوب السامي مصطفى الكثيري، الموجود في منصبه منذ أكثر من عشرين سنة، ينسب الاقتراح إلى البشير الدخيل، و أن الكتاب تمت الموافقة على ترجمته من طرف رئيس شعبة علم الاجتماع بكلية الٱداب بالرباط، السيد عبدالغني منديب، و رئيس شعبة اللغة الاسبانية بنفس الكلية، و الموقع على نص البيان.
و باعتماد صريح البيان فإن كلية الٱداب و العلوم الإنسانية بالرباط متورطة في هذه الضجة، ما دامت الإشارة إلى رئيسي الشعبتين المذكورين في البيان تمت الإشارة إليهما بالصفة الجامعية الرسمية، و موقع البيان وقع بصفته الجامعية الرسمية، و هو ما يتطلب موقفا رسميا من الكلية المعنية و الجامعة التي تتبع لها، و هي جامعة محمد الخامس بالرباط. و فوق ذلك صارت وزارة التعليم العالم متورطة بشكل مباشر باعتبارها الهيئة الحكومية المشرفة على المؤسستين الجامعيتين، و معها رئاسة الحكومة التي تتبع لها المندوبية السامية.
و الملاحظ أن الكتاب ترجم و طبع في مدة قياسية، لا تتعدى ثلاثة أشهر، كما جاء في تصريح المندوب السامي للمقاومة مصطفى الكثيري للصحفيين بمجلس المستشارين يوم تقديم الكتاب، و الذي شارك في حفله النعمة ميارة، القيادي في حزب الاستقلال و رئيس مجلس المستشارين.
و يطرح هذا التسرع و الارتجال أكثر من علامة استفهام، خاصة و أن الكتاب يتناول موضوعا حساسا، و تمت ترجمته إلى العربية و طباعته و الترويج له من طرف مؤسسة رسمية، على نفقة دافعي الضرائب المغاربة و بتنسيق مع مؤسستين جامعتين، و أيضا الغرفة الثانية للبرلمان المغربي التي احتضنت حفل التقديم.
كما أن مراجع الترجمة، و هو عبدالغني منديب، رئيس شعبة علم الاجتماع بكلية الٱداب بالرباط، لا علاقة له بالأدب الإسباني، لأنه تلقى تكوينه باللغة العربية، و يقرأ باللغتين: الفرنسية و الإنجليزية، الشيء الذي يفتح الباب على عدة استفهامات حول الخبايا الحقيقية لهذه المغامرة التي أحدثت غليانا بالصحراء المغربية.
و ينتظر أن تحبل الأيام، و ربما الأسابيع المقبلة بتطورات تدفع إدارة مثيرة للجدل أمام الأضواء، لما لها من مشاكل تتعلق بمسؤولين سابقين وحاليين كشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات، المقدم إلى ملك البلاد سنة 2019، عن سوء تدبيرهم، و في ذلك تفاصيل.
و تعتبر خطوة استعادة النسخ الموزعة على ممثلي المندوبية السامية في الولايات و العمالات و الأقاليم بمثابة اعتراف صريح بسوء المشروع و التسرع في القيام به، رغم أنه يخص ملفا سياسيا بالغ الحساسية، لكن من سيتحمل التكاليف المالية لذلك؟ دافعو الضرائب طبعا. فهل من تفعيل للمبدء الدستوري حول ربط المسؤولية بالمحاسبة؟