المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي بين المعارضة في البرلمان و الريع في الدواوين..!!

* متابعة: جمال نيهرو

أثار تعيين عضوة قيادية في الاتحاد الاشتراكي مستشارة في ديوان قيادي اتحادي يحافظ غلى منصبه لمدة عقدين، رغم خروج الحزب للمعارضة مرتين، تساؤلات حول ضرورة توضيح موقف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الحقيقي من الحكومة.
فالتحالف الذي يطلق عليه الاتحاديون اليوم بالتغول، بعد أن كان بنكيران يطلق عليه التحكم، لا يضم حزب المحامي إدريس لشگر. لكن رغم الحرب التي يشنها الحزب المغبون في صحافته و على مواقع التواصل الاجتماعي ضد أخنوش و حلفائه، فإن الاتحاد الاشتراكي يستفيد من الكعكة المخزنية يوجود بعض أطره المخضرمة في مناصب رفيعة من المسؤولية الحكومية، هما أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، و مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير.
فالأول قضى في المنصب 18 سنة، و أقفل السنة 82 من عمره، و الثاني قضى 21 سنة، و أقفل السنة 80 من عمره. فعلى من يحسب تدبير هذين الشيخين اللذين هما في أرذل العمر؟ يحسب ذلك طبعا على الاتحاد الاشتراكي الموجود الٱن في المعارضة لمواجهة من يسميه بالتغول، و هو تحالف التجمع و البام والاستقلال و من يقف وراءه.
لكن السلوك الاتحادي من خلال ما تقترفه أطره في مواقع المسؤولية، و الذي أزكم أنوف الأصدقاء قبل الخصوم، يبرز بأن هم الاتحاد الاشتراكي هو المناصب وما تضخه من ريع مخزني في جيوب المناضلين و المناضلات.
فقد سال لعاب إدريس لشگر و من معه على مناصب الريع المخزني في حكومة عزيز أخنوش، لكن ابن تافراوت لفظهم و رماهم كالقطط الجرباء، رغم التودد و الاستجداء الذي جاء من ساكني شارع العرعار بالرباط، قبل أن يغطوا على “طيحتهم” بالعويل.
و لنا في استمرار الكثيري لمدة 21 سنة في المنصب،  مثال معبر. فما السر في استمراره في هذا المنصب؟ وما موقف الاتحاد الاشتراكي من وجود أطره في المسؤولية التدبيرية لإدارتان كل واحدة بحجم كتابة دولة، و يستفيد فيها الاتحاديات من نفس امتيازات أعضاء الحكومة؟ ألا يحسب بالتالي التدبير الحكومي بمحاسنه و مساوئه على الاتحاد الاشتراكي رغم أنه في المعارضة؟ و كيف تصير عضوة المكتب السياسي/ صاحبة الشركة “الموقرة” الموجودة بأگدال/ الرباط لتموين الحفلات عضوة في ديوان حكومي وهي قيادية في حزب يمارس المعارضة تحت قبة البرلمان؟
إن هذه المفارقات الاتحادية، التي لم يقترفها أي حزب مارس المعارضة فعلا أو بتسخير و سخرة، تكشف زيف الخطاب الاتحادي. فالاتحاد الاشتراكي يمارس المعارضة وتستفيد أطره و قادته من ريع المهام المخزنية الدائمة، والمثال هو هذه العضوة “المحترمة” في المكتب السياسي لحزب لشگر.
كنا نسمع المثل “الذيب حلال.. الذيب حرام”، و هانحن أمام ” الريع حلال.. المساندة حرام”. و قد سمعنا المثل :”فلوس اللبن يديهم زعطوط”، و ها نحن أمام”ريع المخزن تديع التريتورة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.